جريدة الأخبار – الأربعاء 17 فبراير
2010 الأسرة المصرية ... والعمل الأهلي
هل الأسرة المصرية بخير ؟ ... سؤال وعنوان طرح هذا الأسبوع فى لقاء تليفزيوني تم فى الاجتماع السنوي للاتحاد العام للجمعيات الأهلية والذى ركز كل منهما على " العمل الأهلي " ... و"الأسرة المصرية" ... الواقع يشير أن تعداد سكان مصر وصل الى 80 مليون نسمة بما يزيد عن 16 مليون أسرة (باعتبار أن متوسط عدد أفراد الأسرة أكثر من أربعة أفراد) ... حياة الأسرة المصرية نعيشها جميعا ومستقبلها يتوقف على ما نقوم به كل يوم سواء كأعضاء فى هذة الأسرة أو كمجتمع ككل . فما هى اولوياتنا وأهدافنا كأفراد وكمجتمع ... واختيار الموضوع يعكس رمزا وهدفا ومعنى ومضمونا ... فالأسرة المصرية هى ركيزة الوطن ... تقدمه ونماءه ، وأصلاحه ورخاءه ... والحمد لله فإن الأسرة المصرية لازالت فى قلوب المصريين – ولم يحدث لها بنفس المعدل التفكك والتباعد الذى تعيشه الاسرة فى المجتمعات الغربية – وهذا فضل وثروة يجب الحفاظ عليها وتنميتها وميزه نسبيه لمصر اذا ما قورنت بغيرها ... ونحن جميعا نعلم أن التكوين الاساسى للإنسان يتشكل داخل الأسرة فإذا نجحت صلح المجتمع واذا تعثرت أو فسدت فشل المجتمع ، واذا ترابطت ترابط المجتمع وتوحد ... ولكن ما هى التحديات التى تواجه الاسرة المصرية ؟ تتفق الآراء حول غالبية التحديات وتشمل التمكين الأقتصادي للاسرة وتوفير فرصة عمل كريمة لعائلها ولأفرادها ، وتوفير التعليم الجيد لابنائها والرعاية الصحية لافرادها والخدمات الاساسية من نقل ومواصلات ، ومياه وكهرباء وغيرها ومن جهة اخرى توفير الأمن والآمان والعدل والمناخ الملائم للعدالة الاجتماعية والتكافؤ والمساواة وحقوق الانسان والمواطنة والانسان والاسرة والمجتمع بطبيعة الحياة يسعى للافضل والاحسن وهو السعى للتقدم والنماء والنهضة والرخاء ... والمجتمعات الرشيدة هى القادرة على تحقيق طموحات واحلام شعوبها بما تضعه من سياسات وبرامج ومشروعات وقوانين وقد طرحت آراء وأفكار عديدة فى اجندة العمل الأهلى والاسرة المصرية منها (1) ضرورة التمكين القانونى للأسرة المصرية والحفاظ على وحدتها وسلامتها وترابط افرادها وتحقيق المساواة العملية بين الرجل والمرأة . (2) ضرورة العمل على ايجاد وخلق فرص عمل جديدة والقضاء على البطالة من جهة ومن جهة أخرى تعميم التجارب الناجحة لعديد من الجمعيات الأهلية فى مجال المشروعات الصغيرة والقروض متناهية الصغر خاصة الموجهه للأم المعيله ولتمكين الفقراء والتوجه الجغرافى للمناطق الاكثر احتياجا . (3) العمل على مواجهة ما يحدث من ظواهر لتفكك الأسرة ومعدلات الطلاق المرتفعة التى وصلت فى العام الماضى بين حديثى الزواج الى 40% . (4) النهوض والتمكين الثقافى للمصريين وتنميه وتعميق الوعى ومنظومة القيم اللازمة للتقدم والتنافس ، والتآخى والتواصل ، والسلم والآمان ، والسلام والحياة بل لنبذ العنف ولمواجهة التطرف . (5) دعوة الاعلام الجاد لتحمل المسئولية فى توجيه وقيادة المجتمع لخلق الاسرة "المثالية" التى عهدها المصريين بدلا من غرس روح الفوضى والعنف الأجتماعي . (6) أهمية تمكين الجمعيات الأهلية لخدمة الأسرة المصرية وصياغة قانونها الجديد ترسيخا لمزيد من الديموقراطية وتعميقا للمسئولية الاجتماعية المتواصلة للجمعيات خاصة الجاد منها ، والعمل على تحقيق التكافؤ بينها وعدم التدخل الخارجي فى الأولويات التى يتفق عليها المجتمع . (7) أعداد المؤسسات والقيادات والأفراد للعمل الأهلي على كافة المستويات وتوعية المجتمع بأن لكل منا دور كواجب لخدمة هذا المجتمع لبناء وطن نشرف بحمل اسمه والانتماء له ... العمل الأهلي هو أساس لبناء وتقدم ونهضة المجتمع وركيزته الأسرة المصرية وجناحيه حكومة تقوم بتشجيعه وقطاع أعمال مؤمن بدوره تجاه المجتمع ... وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com