جريدة الأخبار – الأربعاء 20 أكتوبر  2002
مكتبة الاسكندرية ... هرم القرن الحادى والعشرين

عشت يوما تاريخيا... منذ الساعة الرابعة حين وصلت الى مكتبة الاسكندرية وحتى الساعة الحادية عشرة والنصف حين غادرنا مع جموع المشاركين فى الافتتاح قصر راس التين حيث عرضت اجمل عرض للاوبرا المصرية المعاصرة على الاطلاق تحكى تواصل مصر عبر العصور ... وجلست مع جلالة الحدث , وروعة التصميم ,وشرف الحضور, وتميز النخبة , اتراقب مع الحاضرين بدء الاحتفال بالحدث العظيم ... وكان الاحتفال عظيما بكل معانية, فقد برزت مصر الحضارة والاصالة والتواصل والسلام والمحبة والمعرفة والعلم والديمقراطية ... والتعددية الفكرية ,ترابط والتواصل الحضارات ... والانفتاح على العالم ... وسيسجل التاريخ يوم الاربعاء 16 اكتوبر2002 للرئيس مبارك يوم افتتاح المكتبة الاسكندرية من جديد وسيسجل ان اليدة سوزان مبارك قد اكملت مرحلة البناء بدءا من اعلان احياء مكتبة الاسكندرية من خلال اليونسكو عام 1987 إلى اعلان اسوان فى فبراير1990 إلى مرحلة المسابقة الدولية والتصميم والتنفيذ واستكمال البنية الاساسية إلى بدء المرحلة الثانية للتشغيل واعداد البنية المعرفية والمؤسسية ... سيسجل التاريخ ان منارة المعرفة قد عادت للانطلاق من مصر ... من جديد.

وكان الافتتاح رائعا يعكس الرؤية للمنارة الجديدة من الانفتاح على لعالم والتواصل للحضارات والتعددية الكرية ... بل وترابط الاجيال , وقد حدد للمكتبة اربعة محاور هى: (1) ان يكون نافذة العالم على مصر. (2) ان يكون مكتبة العصر الرقمى الجديد . (3) ان تكون رمزا للتعليم والحوار. (4) ان تكون رمزا للتعليم والحوار . وقد حددت السيدة الفاضلة سوزان مبارك بهذا رؤية عن كل ما هو موجود من مكتبات فى مصر والعالم فهى بالاضافة الى المادة الثقافية والعلمية وما هو موجود على ارففها ستتصل بالارتباط المباشر عبر الانترنت بالمكتبات (جغرافيا ) , فتكون مكتبة المكتبات , وعبر الزمن بمكتباتنا العريقة (تاريخيا) مثل دار الكتب والازهر الشريف فتحى تسجيل وعرض ونشر المخطوطات الفريدة التى التى كانت مهملة وغير متاحة للاطلاع لمئات الاعوام , وستتواصل مع مكتبات العالم (عبورا) لتحقيق الترابط مع العالم , وستكون نافذة لمجتمع ولصناعة انتاج وفكر والمعرفة وتعليم للعصر الرقمى وفى المحيط الالكترونى (نشرا) , مع قمة العالم الفكرى ومجتمع المعرفة (حوارا), ومع الاجيال الجديدة (تواصلا) من اطفال مصر والاسكندرية وفى قضايا الفكر والمجتمع ... الثقافة والأبداع ... التقدم والحضارة ... الاخلاق والسلام ... والفن والمعرفة (تنوعا).

وصممت المكتبة على شكل قرص شمس للمعرفة يشرق على البحر المتوسط ويتواصل معة ... وكان رائعا ومؤثرا ان ترى جيل المستقبل من اطفال الاسكندرية وصل عددهم الى اكثر من سبعمائة طفل يشاركون فى اجمل واروع عمل شاهدته على الاطلاق لكورال مكتبة الاسكندرية الدائم والمؤقت .

وقد هز اطفال الاسكندرية بغنائهم وصدق مشاعرهم وروعة إلقائهم وتميز ورقى الاخراج والتنفيذ والموسيقى والعرض فرأيت دموع عدد من الحاضرين ومشاعرهم الفياضة ... وكان قمة ومسك ختام الحفل ... وبداية المسيرة الجديدة لمصر ... وتساءلت ترى ماذا سيكون تأثير هرم القرن الحادى والعشرون على اطفال الاسكندرية ؟ هل سنرى منهم ... ومن جديد بن سيناء والخوارزمى وبن حيان وبن رشد ؟... هل سنرى منهم عددا من الحاصلين على جوائز نوبل فى القرن ؟... هل سنرى الاسكندرية مدينة تنافس بوسطن فى علمها ؟... وباريس فى ثقافتها ؟... وروما واثينا فى حضارتها ؟... وفينيا وسالزبورج فى الموسيقى ؟ ... الاسكندرية تنافس الان فى جمالها دول البحر المتوسط ... هل سنرى الجيل الجديد يقودها تنافسا لعصر المعرفة ؟ رأيتها فى عيون برئية واعدة لـ 750 طفلا وطفلة هم أبناء حضارة قديمة متجددة , وهم قيادات وجنود عصر المعلومات والمعرفة ... وحمدت الله ... وعمار يامصر .