جريدة الأخبار – الأربعاء 28 أكتوبر  2009
النقلة النوعية والتعلم من فنلندا

التعليم ... التعليم ... التعليم ... المفتاح الأول للإصلاح الحقيقى هو التعليم ... ولن يحدث المنشود من تقدم وتغيير وتطوير إلا بالتعليم ... التعليم هو اساس النهضة والنماء والبقاء ... والتعليم فلسفه ومنهج ومدارس وإمكانات ... ما يحدث على أرض مصر من تطوير وإصلاح هى جهود طيبه ومحموده ومشكوره ... ولكن ما يتطلع له المجتمع وما يحتاجه الوطن والاجيال القادمة هو شئ مختلف تماما ... نحتاج أولا أن نتفق جميعا أنه غير المقبول وغير اللائق أن تصبح تصنيف مصر الدولة رقم 129 من اجمالى 134 دولة فى جودة التعليم الاساسى على مستوى العالم للعام السادس على التوالى ... هذه نكسه تسبب وشارك فيها المجتمع بكامله وليس فقط أحدى الوزارات أو الحكومات ... وثانيا أن نؤمن تماما بأن الشعب الذى أنتصر فى أكتوبر بأبنائه ورجاله - وبامكانات محدوده مقارنه بما هو متعارف عليه حينذاك - قادر بفلسفه النصر والتقدم والتحدى وبالفكر الواضح والتخطيط الدقيق والتنفيذ المتميز أن ينقل روح أكتوبر الى تحويل نكسه التعليم فى مصر الى نصر محقق ... وثالثا : أن نؤمن أن كل تأخير فى احداث نقلة نوعية حقيقية فى التعليم هى جريمة أخرى نتشارك فيها نحن جميعا ومع كل من يسكت أو يصمت أو يقبل بالأمر الواقع ... أى بأنه ليس فى الإمكان أفضل مما يحدث . رابعا : أنه يمكن أن تحدث نقلات تطويرية ونقلات نوعية ...ولنرى ما تم فى مشروع المائة مدرسة من نقلة تطويرية حولت مدارس اليأس الى منارات الأمل والتعلم . أدعو كل من يهتم بشأن الوطن وتعليمه أن يزور أو يطلع أو يتابع ما يحدث فى مدارس الوراق وأمبابة وبولاق الدكرور والسلام والمرج والأقصر ويتابع التغيير الذى حدث فى قلوب وعقول الاطفال والتلاميذ والأهالى وعلى وجه المثال دخول أكثر من 150 الف تلميذ فى أقل من سنة بوابة الأمل من شارع اليأس ... ومثلهم فيما يقرب من مائتى مدرسة فى محافظة القاهرة ... وأن تتابع التحول الموضوع فى أكثر من الفين من المعلمين بعد تدريب عملى على اصول التعليم . خامسا : لدينا 42 الف مدرسة فى مصر تشغل 25 الف مبنى منها 11 الف مدرسة تحتاج الى صيانة شاملة وكاملة كى تصبح مدارس لائقه ويقبل أى منا أن يتعلم بها أولاده ... سادسا : نحن كمصريين لدينا خيارات واضحه أما أن تلقى باللوم والعبء على المسئولين والحكومة وأما كشعب وكأمة نتحد بكل إمكانياتنا حكومة وقطاع أعمال ومجتمع مدنى وبكل طوائفنا وتياراتنا سياسية ودينية وبكل اعلامنا – وبدون مزايدات - وبكل قوتنا لمواجهة تحدى التعليم ... ومواجه العدو الواضح أمامنا سواء كان ذلك أميه أو تعليم درجة ثالثة أوصلنا الى اسوأ خمسة دول فى مؤشر تنافسية العالم الذى يصدره المجلس المصرى للتنافسيه . سابعا : إذا كان الجهل والتخلف عدونا فلنقتله . بمعنى لنحدد ونعتمد كوطن خطة محددة ببرنامج زمنى محدد للقضاء على الأميه فى خمس سنوات وأخرى لاحداث نقلة نوعية فى التعليم فى مصر . ثامنا : من يقل هذا حلما فلنتحاور معه ... فهو لا يرى . ومن يقول أن هذا غير ممكن فلنوضح له . فهو لا يستطيع . ومن يقل أن هذا محال ... فلنذكره بحال مصر فى المعلومات والحاسبات والاتصالات فى اوائل الثمانينات وبالثورة التى حدثت والعبور الذى تم بالمجتمع كله من تخلف كامل الى مجتمع للمعلومات والاتصالات ... لم يحدث هذا طبيعيا ولكنه حدث بفكر وجهد وعرق وعمل ورجال وقادة ... ومؤازره وإيمان من قائد لوطن اعطى الفرصة للعبور لعصر المعلومات وهو المستحيل آنذاك . وتاسعا : اطلعت على تجربة فنلندا وسنغافورا وكوريا تفصيلا وقمت بزيارات لمدارس متعددة ومؤسسات التعليم والتعلم فيها ... والسؤال الذى اطرحه لماذا لا نتعلم منهم ولماذا لا نصبح فنلندا الشرق فى خلال عشرة اعوام ؟ وهم الدولة الاولى فى التعليم ... ولماذا لا نستفيد بالمناهج التعليمية السنغافورية وهى أفضل المناهج فى الرياضيات والعلوم ؟ . عاشرا : لدينا برنامج وطنى لاحداث نقلة نوعية للتعليم فى مصر بالاضافة الى البرامج التطويرية لما هو متاح والتساؤل هل ممكن أن تكون مصر فى خلال 15 عاما قادمة من أفضل 10 دول فى التعليم ... بدلا من اسوأ 5 دول حاليا ... الاجابة نعم . حادى عشر : التعليم ... التعليم ... التعليم ... بروح اكتوبر وبخطة محكمة ... وبأمة تتحد ... ستحدث النهضة فى التعليم ... وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com