جريدة الأخبار – الأربعاء 28 أكتوبر
2014 شهداء سيناء وخريطة الأمن القومي
تحية للشهداء ... مرة أخري يقف المصريون حدادا علي أبناءهم من رجال القوات المسلحة الذين يغتالون غدرا في وضح النهار ... أتفق مع الرئيس السيسي في أنه هناك مخطط لزعزعة وهدم الوطن ونظامه ... ولكن الحدث الضخم – مرة أخري – يؤكد ضرورة أن يكون هناك مخطط وطني للأمن وخريطة طريق لتحقيق الأمان والحماية ليس فقط للشعب ولكن لأبطاله من رجال القوات المسلحة والشرطة ... وبمنتهي الأمانة يجب أن يصدر هذا المخطط ويعتمد من المجلس الأعلى للأمن القومي بعد الانتهاء من مراجعته من أفضل خبراء الأمن في مصر . ويتبع ذلك الإعلان عن أبعاد خريطة الطريق المتكاملة علي أبناء الوطن أما تفاصيلها فيكلف بها كل جهاز تنفيذها ... عدد وطبيعة الحوادث يثير تساؤلات علي أن ما يتم تنفيذه رغم أخلاص النوايا به ثغرات يجب الإسراع بمعالجتها جذريا ... ما يحدث من إرهاب يهدف إلي أولا : زعزعة الثقة في مصر وقيادتها وحكومتها وشعبها . وثانيـا : زيــادة عدد الضحايا والحــوادث فــي الجــيش والشرطة . وثالثا : خلق حالة غضب شعبي من خلال أحداث تخريب مثلما يحدث في الكهرباء والمياه . ورابعا : إجهاض الاستقرار اللازم للتعليم والتقدم من خلال حوادث مثلما يحدث في الجامعات . وخامسا : العمل علي خلق حالة من القلق والشك العام وعدم الطمأنينة . وسادسا : تكثيف الجهد لفقد الثقة بين الشعب وقيادته . وسابعا : خلق حالة من القلق في مناخ الاستثمار والبناء في خلق فرص عمل وغيرها ... ومن الأمانة أن نسجل ما يلي : (1) الإرهاب الخسيس والدامي لازال حولنا ، (2) أن هناك جهد فائق وفدائي يبذل من أجهزة الأمن في الداخلية والجيش ، (3) أن التطور الملموس الذي حدث لم يصل إلي ما ينشده المصريين في أن تعود مصر كما كانت أرض السلام والأمان ، (4) أن هناك جهد أكبر مطلوب لتحقيق أمن وأمان الوطن المنشود ، (5) أن بعض – وأكرر بعض – ما تنقله وما نراه عبر وسائل الإعلام من تعامــل مع الإرهاب والأخطار والمتفجرات تعامل بدائي ، (6) استمرار تصدير الجيش والداخلية كمسئول كامل عن أمن الوطن في حين انه مسئولية مجتمع وحكومة وأجهزة ومؤسسات متعددة ، (7) قصور واضح في المعلومات عن جيوب الإرهاب والجماعات الإرهابية في سيناء ومحافظات الجمهورية ، (8) شبه قصور في التعامل العلمي والمتكامل مع الملف الأمني داخليا وخارجيا يفهمه ويستوعبه المتخصصون ، (9) تباطؤ بل وتراجع الاستثمار والمشروعات اللازمة لخلق فرص عمل نتيجة الاهتزازات الأمنية ، (10) التحديات من دول الجوار وظلال انهيارات للأمن الإقليمي خاصة في العراق وسوريا وليبيا وفلسطين واليمن ، (11) التمويل والدعم الخارجي للإرهاب والفوضى الخلاقة في الدول العربية ، (12) قصور التعامل (الغير أمني) محليا وإقليميا مع ملفات أمن الإسلام السياسي . كل ذلك يثير أسئلة دقيقة في فترة يجب الإجابة عليها ... السؤال الأول متى سيعود مصر الأمن والآمان ؟ ، والسؤال الثاني ما هو المطلوب لتحقيق هذا الهدف ؟ ... وعلي الرغم من تفاؤلي العلمي والعملي بمستقبل مصر علي المستوي المتوسط والبعيد بتقدمها ونمائها فأنني أشارك العديد من المصريين يرون أهمية وضرورة أن يكون لمصر خريطة واضحة وخطة فاعلة – متعددة الأبعاد – لأمن وآمان الوطن وأنه لا مجال للتباطؤ والتأخر في تنفيذ هذه الخطة المحددة الأهداف والتوقيتات والمسئوليات . خريطة الطريق لأمن وآمان مصر أصبحت ضرورة حياة وبقاء لشعب مصر ... هي خريطة تعني إطار للتعامل العلمي والعملي مع أمن الوطن ... هي خريطة تشمل كل المؤسسات الوطنية اللازمة للعمل في إطار منظومة لتحقيق الأمن والأمان ... هي خريطة ببرامج ومشروعات يراجعها قمم خبراء الأمن الوطنيين مع أجهزة الأمن الوطنية ... هي خريطة تسعي وتطبق تقنيات العصر ونظم المعلومات الحديثة للوقاية من الإرهاب بفلسفة استباق تجنب الحوادث الإرهابية ... خريطة تطور وتصلح وتنمي مؤسسات الأمن الوطنية سواء في الشرطة والداخلية أم خارجها بمفهوم عصري وعلمي وعملي وفوري ... هي خريطة تركز علي التنمية البشرية العصرية والتنظيم والإدارة والكفاءة الأمنية والوقائية والحماية من الإرهاب ... هي خريطة برؤية لوطن يسعي للحياة والتنمية والاستثمار والبناء بحيث تنقل وطن ومجتمع من حالة إلي حالة أفضل ... خريطة الطريق لأمن مصر هو مشروع حان وقته وتم إعداده وجاء موعده ... وكما نعلم جميعا أن برنامج تقدم الوطن ركيزته خريطة الطريق لأمن مصر ... فمتى سيتم الإعلان عن بدء تنفيذ خريطة الطريق المتكاملة للأمن المصري ؟ ... ينتظر بل ويتطلع المصريون إلي تحقيق النجاح في ملف "الأمن والأمان" وهو أهم ملفات حياة وتقدم المجتمع .