جريدة الأخبار – الأربعاء 7 مارس
2004 مجتمع المعرفة العربى (2)
تساءلت ماذا سيكون حال المجتمع العربي في عام 2010 و2015 و2020 و2025 ؟ وهل نحن نتحدث على مجتمع لكل دولة حدودها السياسية وأسواقها الذاتية أم لمجتمع للمعرفة بلا حدود ، ولسوق واحد اقتصادي وخدمي أسوه بالسوق الأوربية ؟ نحن الآن أمة يعيش فيها 300 مليون نسمة تنتج إجماليا ب 700 بليون دولار ... تعيش فجوات تنموية كبيرة ، ومؤشراتها أقل من متوسطات العالم بل في معظمها أقل من مؤشرات العالم النامي انتاجاً وتعليماً وتقنية وبحثاً علمياً وزراعة وسياحة ... الخ أمة تستخرج من باطن الأرض ثرواتها الطبيعية وتبيعها بأسعار زهيدة ولا تستخدم عقول وسواعد ابنائها في تحويل هذه الثروات الى قيمة مضافة وإنتاج ومنتجات ذات قيمة كبيرة من صناعة وتجميع وتغليف وعرض ، بل تضيع عمر أجيال في صراعات سياسية وعسكرية التي لا تخلق الاستقرار لمجتمع المعرفة والذي يتطلب الاستقرار والسلام والأمن ... أمة تتحدث عن مشاكلها المعروفة والمحددة أكثر مما تركز على تجاوز المشاكل الى مجتمع جديد نهديه لابنائنا ... أمة تتحدث على جزئيات مجتمع المعرفة وبريقه من حاسبات واتصالات لدينا فيها نماذج مشرفة - دون شك - دون تكامل مع الهدف التنموي لهذه الأمة اقتصادياً واجتماعياً او لشرائحه البشرية المختلفة ومنها المتوسطة والفقيرة والأكثر احتياجاً ... أمة تتناسى خصوصيتها اللغوية والتراثية وتنقل التقنية دون التركيز على المعلومات ونظم إدارة العمل .
وقد حضرت اجتماعاً عربياً حول مجتمع المعرفة العربي ركز أساساً على قضايا التعليم والبحث العلمي واللغة العربية وحضره اقطاب عربية دعت له الدكتورة ريم خلف التي تقود حالياً برنامج الأمم المتحدة الانمائي والتي قادت إعادة فاعليته عربياً وأنتج تقرير التنمية الإنسانية الشهيرة والتي أثارت اهتمام العرب بل والغرب وقادها الدكتور نادر الفرجاني ومجموعة بحثية لها تقديرها وساهم فيها الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بايمانه العميق بقضايا العرب الرئيسية وكان أحد توصياتها ركائز المستقبل التي اتفق عليها الجميع مجتمع المعرفة العربي .
وقد أوصى المشاركون في هذا اللقاء في مجال التعليم أولاً : بالالتزام بالجودة الشاملة في التعليم العالي وإنشاء مؤسسة عربية تعني بتقييم نوعية التعليم في الجامعات العربية ، ثانياً : بتعزيز التعليم المبكر ، وفي مجال البحث العلمي بإنشاء صندوق تنموي متخصص في العلوم والتكنولوجيا وفي مجال حماية اللغة العربية والنهوض بها بإنشاء مؤسسة عربية عصرية للتخطيط والتأهيل والتنسيق في مجال التعريب وأيضاً في استخدام اللغة العربية في كل المجالات دون الإخلال بتعليم اللغات الأجنبية واشتراط التمكن من اللغة العربية في جميع مراحل الحياة ، وقد اعجبت بأحد المتحدثين حين أثار أن اللغة هي تنمية وحياة وتواصل بل لتركيزه على أهمية أن يستطيع علماؤنا - نحن العرب - بالتحدث والكتابة والتواصل بالعربية مع باقي المجتمع ... خاصة لعمق المجتمع من زراع وصناع في القرى والمحليات ... ترى كم من أبنائنا وكم من حاصلي الدكتوراه ويتحدث ويتواصل ويسمع ويتحاور داخلياً بالعربية ... وخارجياً بالاجنبية ... المعرفة لغة وتواصل وهي عربية داخلياً وأجنبية مع الخارج ... وللحديث بقية