جريدة الأخبار – الأربعاء 11 مارس
2009 مؤتمر الاصلاح العربى السادس
هل هناك أمل فى الأصلاح العربى ؟ ... دعيت الأسبوع الماضى للقاء فى مؤتمر الاصلاح العربى السادس بمكتبة الاسكندرية والذى ضم نخبه من قادة الفكر والعطاء والمعرفة تدعوهم مكتبة الاسكندرية سنويا . .. والتى ترفع راية الاصلاح العربى ... وأتذكر المؤتمر الاول والذى افتتحه السيد الرئيس حسنى مبارك ودعوته لقادة الفكر والعمل فى عالمنا العربى لوضع رؤى واستراتيجيات عربية الجذور – عربية الهدف – لإنماء واصلاح واقعنا العربى... وبداية من وثيقة مكتبة الاسكندرية والتى حددت مجالات الاصلاح السياسى والاقتصادى والاجتمـــاعى والادارى الى ما تلاها من مسيرة الدعوة والعمل , والنجاح والاحباط ، والتقدم والفشل ...فهل واقعنا العربى اليوم أفضل من خمسة سنوات مضت ؟ أم اسوأ ؟ ... كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر من فترتين الأولى حول ما تم انجازه من وثيقة مكتبة الاسكندرية والثانية حول الاصلاح العربى والمستقبل ... وشرفت بالمشاركة مع د/اسماعيل سراج الدين والاستاذة/منى ذو الفقار والاستاذة/ تالا نابلسى والاستاذة/ سمر المزغنى ... وتسائلت أين سنكون فى عام 2020 و 2030 وعام 2050 ... هل سنكون أفضل حالا ؟ أم اسوأ حالا ؟ أم كما نحن ؟ فى عام 2030 سيزيد عالمنا العربى بمقدار ثلث ما هو الآن أكثر من مائة وعشرة ملايين وسنحتاج لمائة مليون فرصة عمل عمل ومائة الف مدرسة ومائة مدينة جديدة كل منها مليون نسمة أم مائتين كل منها نصف مليون وسنحتاج عشرين مليون مسكن جديد يأوى كل منه خمسة أفراد وسنحتاج الى مستشفيات وطرق ومواصلات وغيرها ... ما نحتاجه من فرص عمل يتطلب ثلاثة تريليون دولار (ثلاثة الآف مليار دولار) وما نحتاجه من مدارس يتطلب تريليون دولار وما نحتاجه من مساكن يحتاج تريليون دولار وهكذا ... نحتاج من ثمانى الى عشرة تريليون دولار فى الدول العربية فى خلال العشرين عاما القادمة .. فما الذى سنفعله – عمليا – حتى عام 2030 ولما يزيد عن 430 مليون من السكان ... هل سنتعلل مرة اخرى بأنه ليس فى الامكان أبدع مما كان ، وستظل نسبة الأمية كما هى 40% ، والفقر 40% والفقر المدقع 20% ... أم أننا سنصنع من أمة العرب نموذج مثل ما قامت به الصين فى ثلاثين عاما واوروبا فى خمسين عاما ... صنع الغد يبدأ برؤيه وإطار واستراتيجية تبدأ اليوم وجيل يتم اعداده لقيادة وصنع الغد ... وسألت الحضور – رفيع المستوى – اسئلة أكثر مما هو متاح من اجابات باعتبار أن الحضور هم النخبه المفكرة وصاحبة الأمل فى الاصلاح والرافعة لراياته وبإعتبار أن الاجابة هى مسئولية جيل بالكامل ... شبابه وشيوخه ... وكما ذكرت الأسبوع الماضى هل يمكن أن نحلم بأن نصبح بعد 25 عاما مثل اوروبا أو الصين وتكون فلسطين مثل سويسرا ؟ وغزة مثل سنغافورا ؟ والعراق على طريق أن تكون المانيا ؟ ومصر مثل اليابان أو فرنسا ؟... اذا لم يستطيع الجيل المعاصر وشبابه تحديدا ان يحلم بهذا ويصيغ هذا الحلم عمليا مع الأجيال القادمة فإن الأرث سيكون نكسات لا يعلم مداها إلا الله وستفوق ما عشناه من نكسات بسبب غياب الرشد وانتشار الة الحرب وتغلغل قادة النكبات المتتالية التى عشناها من الخارج والداخل وآخرها مجزرة غزة ودارفور... مستقبل العرب يتلخص فى استقرار سياسى وديموقراطى حقيقى ونشر فلسفة الإنماء (وليس فقط الاعمار) وسرعة الدخول الى عصر المعرفة والتنافس مع دول القمة ... عصر المعرفة يعنى تعليم وتدريب وتقنيه وثقافة واعلام ... فكيف يصبح العرب من افضل عشرة على مستوى العالم ... الدخول الى القمة تعنى ان تكون مدارسنا من افضل عشرة مدارس فى العالم وجامعاتنا كذلك وأن يتم اعداد وتأهيل باقى المجتمع للتنافس مع دول القمة ... سياسيا وديموقراطيا ، واقتصاديا وتنافسيا ، واجتماعيا وتراثيا وبيئيا وجماليا ... القمة مثل الالومبياد ... تتطلب حلم وبطل ومدرب وعزيمة وأمل ... دعوة متواصلة لشباب العرب لتحقيق حلم الاباء والاجداد لحياة أفضل وللتنافس الشريف مع دول القمة . وللحديث بقية