جريدة الأخبار – الأربعاء 5 مارس
2014 أمة المظاليم... وثورة البناء
أمة المظاليم تسابق الزمن ... من الانزلاق إلي إضرابات فئوية وثورات اجتماعية إلي الانطلاق لمشروعات للبناء والتقدم ... تغيير الحكومة كان حتمي والاختيار كان موفق ... الشارع المصري كاد أن ينفجر من التباطؤ في القرار ، والتلكؤ في اقتحام المشاكل ، والانزلاق إلي أحاديث عن مشاكل وأعذار لعهود مضت وإخفاقات ولت ... مصر تستحق الانطلاق إلي البناء والمصريون يستحقون الشعور بحرية التقدم ... وحرية المشاركة ... وحرية البناء ... قضية القضايا لأمة المظاليم عبر الزمن هي القيادة الشريفة النزيهة والقادرة والفاعلة التي تحول المشاكل إلي حلول ، والتحديات إلي فرص ، والآلام إلي أمال ، والحقد إلي حب ، والكسل إلي همه ، والتخلف إلي تقدم ... سعدت أن عشت لأري حكومة تنزل إلي الشارع المصري من أول يوم عمل حيث رأيت ويري المصريون رئيس وزراء في طابور جمعية استهلاكية ومستشفي ... ووزير زراعة ومحافظ في حملة إزالة التعديات علي الأرض الزراعية ... ووزيري علي ضفة ترعة ... ووزير آثار في المنيا ... ووزير داخلية يتفقد الأمن في السويس ووزير تعمير في العبور ... ووزير التنمية المحلية يناضل للتشغيل وحل قضايا الجماهير والبطالة والغلاء في كل محافظة... رسالة قوية للشارع المصري ولأمة المظاليم ... " أحنا معاكم " ... أول حكومة في 30 عاما يترك نصف وزرائها المكاتب وتنزل إلي أرض الواقع بآلامه ومشاكله ...أعلنت الحكومة الجديدة أن أولوياتها ثلاثة هي الأمن – العدالة الاجتماعية – مواجهة الإرهاب ... وفي اعتقادي الشخصي أن الحكومة ستنجح في مواجهة هذه القضايا الثلاث بالعمل الجاد والمخطط والفاعل ... وسيلي ذلك – حتما – وفي فترة لا تزيد عن ستة أشهر حكومة جديدة أو نفس الحكومة بتعديل جديد سنري علي أولوياتها الإصلاح الاقتصادي بدءا من الإنقاذ الاقتصادي ... مصر تتأثر بطبيعة من يقود الحكومة وستعيش خلال الأسابيع القادمة بروح تنفيذ المشروعات ذات الأولوية الكبرى لأمة المظاليم ، وسيري المصريون انفراجة تلي انفراجة في القضايا الهامة والحيوية العاجلة في المعيشة من خبز وطعام وصحة وفي شوارع ومحاور وفي مساكن وإنشاءات وفي مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وفي أمن وآمان وعودة هيبة الدولة الراعية لأمة المظاليم ... سيسمع المصريون أيضا دعوة للعمل ودعوة للتقدم من اجل إعادة بناء وطن ينطلق بكل المصريين ... فلا يمكن أن يعقل أن نتصور أن هناك رئيس وزراء أو وزير أو حكومة لدية عصا سحرية لإطعام مجتمع للعاطلين وغير المنتجين ... مجتمع تجاوز حجم دينه العام إلي 5ر1 تريليون جنية والعجز في ثلاث سنوات إلي 550 مليار جنية ... هذا ليس انهيار فقط هذا انتحار كامل !!! ... حل المشاكل هو بعودة عجلة الإنتاج وانطلاقة الصناعة والزراعة والتجارة ... حل المشاكل يتطلب قيادة وفريق وشعب ومصداقية وإطار عمل بينهم ... كان من الملحوظ أن توقفت الاحتجاجات والمطالب الفئوية في أول أيام الحكومة ... وتحية لأمة المظاليم ولرئيس حكومة وحكومة تبدأ السباق مع الزمن بلغة العقل بدلا من لغة التظاهر ... وبلغة القلب بدلا من لغة التجاهل ... طالب رئيس الحكومة بثلاثة أشهر أولا لاقتحام وحل المشاكل وثانيا – في اعتقادي - لتدوير عجلة الإنتاج لإحداث قيمة مضافة تبدأ بتحريك مصر للأمام ... الخطاب والرسالة الاجتماعية اليومية تبشر بالأمل والشارع بدأت لغة المقاول تعني مشروع له تمويل ويبدأ أو ينتهي وفق برنامج زمني في إطار تكلفة محددة ويحقق مكسب هو قيمة إضافة يستفاد بها للعاملين وللتوسع وللتقدم ... هل ستنجح لغة المقاول في إعادة هيكلة وبدء طريق التقدم والبناء والتنمية ... فلنتكاتف جميعا كشعب وحكومة لتحويل أمة المظاليم إلي أمة التقدم والبناء .