جريدة الأخبار – الأربعاء 8 أكتوبر
2014 ذاكرة مصر والسادس من أكتوبر
ما الذي يعرفه أبناء مصر عن يوم السادس من أكتوبر ؟ ... احتفلت مصر هذا الأسبوع بعيد 6 أكتوبر ... بابتسامة وأمل وإشراقه جديدة للحياة ... خير حاضرنا زرعه أبطال أكتوبر ... يوم 6 أكتوبر هو أجمل أيام مصر ... هو يوم النصر ويوم العبور ويوم العزة والكرامة ... هو يوم تحول فيه تاريخ مصر من نكسة إلى انتصار ، ومن صمود إلى انطلاق ، ومن دفاع إلى هجوم ، ومن حرب إلى سلام . يوم السادس من أكتوبر هو يوم تغير فيه التاريخ المعاصر وتحول فيه تاريخ مصر بفضل المصريين وقواتها المسلحة الباسلة 0 سجل أبناء مصر وإبطال القوات المسلحة عبر ستة سنوات من 5 يونيو 1967 من الصمود والاستعداد والبناء إلى نصر أكتوبر ملحمة لازالت يشار إليها وتدرس كأحد أهم الحروب العسكرية التي تفوق فيها الاستعداد والتدريب ، والمهارة والجسارة للعسكرية المصرية على التفوق في العتاد ، والتقدم في التقنية لسلاح العدو ... فتحولت الهزيمة إلى نصر وعادت الأرض لأصحابها ورفرفت الإعلام المصرية على سيناء كلها من القناة إلى رفح ، ومن الطور إلى الشيخ زويد ، ومن رأس العش إلى طابا ، ومن بورسعيد إلى خليج تيران ... كل شبر وكل متر من أرض سيناء يحكى قصة بطولة وفداء لضابط وجندي عاشوا في عصر مختلف عما عشناه وفى ظروف مغايره لسنوات عديدة حتى يوم 30 يونيو 2013 ... كانت التحديات فيها هي تحقيق النصر والفداء والاستشهاد ... كان المقاتل المصري وعبر ستة سنوات من حرب الاستنزاف وطوال فترة حرب أكتوبر إلى يوم وقت القتال يخرج يوميا للاستشهاد فداء للوطن ... كانت منظومة القيم والعطاء مختلفة عما نعيش فيه الآن ، عشنا ظروف قاسية ، وموارد محـــدودة وكان "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" ونسى المصريون اختلافاتهم ، ووهبوا ثرواتهم وحياتهم وحياة أبنائهم لتحقيق النصر ... وأتساءل - كل عام - هل سجلنا حرب أكتوبر من عيون أبنائها ومعاصريها وبالتفاصيل الدقيقة لها ، بالأمس قمت بتهنئه أحد أبناء حرب أكتوبر بعيد النصر وسألته أين كان يوم العبور ففوجئت بملحمة يرويها عن جنوده على خط النار وعن المرات العديدة التي رأى فيها زملاء له يستشهدون ويقتلون بنيران العدو أو بصواريخه أو بألغام أرضية ثم كيف قاتل هو ومن معه يوم العبور وجسارة جنوده من سوهاج والمنيا وكفر الشيخ والبحيرة ... من كل إنحاء مصر تركوا أهلهم وأرضهم فداء لمصر ... روايات عديدة عن التعامل مع العدو بالفكر والاستعداد للقتال والتدريب الشاق ... وتساءلت هل أعطينا أعظم أيام التاريـخ المصري المعاصر حقها ؟ هل لدينا تسجيل بحرب أكتوبر من عيون أبنائها ؟ هل قمنا بالانتهاء من تسجيل ملحمة العبور وما قبلها وما بعدها ... بناء الوطن والوطنية لا ينبع من فراغ وإنما يستند إلى ركائز ومنظومة قيم تتجرد وتعبر بوضوح عن خصائص الشعب في فترات المحن وإثناء الحروب ... في ملاحم العطاء وفى قصص الفداء ... ترى كم قصة عطاء وفداء لدينا ؟ لماذا لا نفكر – مع التقدم التكنولوجي الكبير – في أن نسجل بالصوت والصورة لكل من حارب في حرب أكتوبر قصته مع الحرب وما قبل وما بعد النصر ؟ ... من كان عمره 20 عاما إثناء الحرب عمره الآن أكثر من ستين عاما ... والسؤال كيف نبنى أكبر وأشمل أرشيف لمن عاش حرب أكتوبر 1973 ... من حق الأجيال المعاصرة والأجيال القادمة أن نروى لها من بطولات الآباء والأجداد ... تاريخا وقصصا ودراما وطنية ... فمما لاشك فيه أن مصر التي نعيشها حاليا غير التي انتصرت في عام 1973 ... شباب مصر لا يعرف ما يجب أن يعرفه ، يتجه إلى ماديات الحياة وسطحية الإحداث وجاذبية العولمة وأزواجية وتباين الثورات ... شباب مصر تدفعه وتشده سرعة التغيير وبريق المظاهر ولا يذكر تاريخ وبطولات وركائز وخصائص جيل أكتوبر ... نحن مقصرين في حق شباب مصر فهو لا يعرف ، ونحن مقصرين في حق جيل أكتوبر فهو لا يستحق التجاهل ... فلنبنى ذاكرة لتاريخ البطولة 000 ولنشجع توثيق وتحليل ملحمة الوطنية المصرية ... ولنعرض هذه البطولات على شباب مصر ... فهذا حقه علينا ... وهذا حق وواجب لإبطال أكتوبر ... أحمد الله أني عشت لأري روح 6 أكتوبر تعود من جديد بعد ثورة 30 يونيو ... أحمد الله أنني أري العزة والكرامة تعود لشعب ولجيش أكتوبر ... أحمد الله أنني أري روح 6 أكتوبر في ملحمة بناء وطن جديد ... وكل عام ومصر بخير وقواتنا المسلحة في أحلى أيامها وأعيادها .