جريدة الأخبار – الأربعاء 29 ابريل
2001 تحديات التحديث (2)
تحديات التحديث لبناء مجتمع المعلومات هى ستة : (1) الإنسان "وتحدثنا عما هو مطلوب عمله الأسبوع الماضى". (2) البنية الإدارية والتنظيمية "النظم". (3) البنية الأساسية "التكنولوجيا". (4) البنية المعلوماتية "البيانات". (5) البنية المؤسسية "الشركات". (6) المناخ العام "السياسات والاستراتيجيات والقوانين والقرارات".
بناء نظم المعلومات الإدارية وربطها بأهداف كل شركة ومؤسسة من أكبر التحديات. النظم .. هى العمود الفقرى للشركة أو المؤسسة إذا توافرت قويت وإذا لم تتوافر ضعفت وضاعت. النظم .. هى أساس انتاجية الفرد والشركة والمؤسسة والمجتمع وغيابها يضيع الإنتاج وتقل الإنتاجية ويتحول المجتمع إلى فردية الأداء. النظم .. هى أساس فى تنافسية الدول والصناعات والشركات.
السؤال الملح عبر العصور أين مصر من بناء النظم؟ أين حكومات مصر من بناء النظم؟ أين الشركات والمؤسسات المصرية من بناء النظم؟ أين الإدارة المصرية من بناء النظم؟ أين التعليم والتدريب فى مصر من بناء النظم؟ وأين بناة النظم؟ أى مجتهد سيصل إلى نتيجة سريعة بأن ما من موجود أقل من الطموحات كمجتمع وكصناعات وشركات وكتعليم وكأفراد.
الحكومة العصرية تعنى نظم عصرية ... شاهدت – فى الأسبوع الماضى – الشيخ محمد بن راشد يعطى جوائز لأحسن الإدارات الحكومية فى دبى فى خدماتها الجماهيرية حسب تقييم تم من الجمهور المستخدم ومن لجنة تقييم ويعلن بالأرقام ترتيب هذه الجهات ... أساس التقييم هو نظم وآداء ومعايير كمية ونوعية ... حدثت طفرة كبيرة فى مصر فى بناء النظم الحكومية بعد منتصف الثمانينيات والتسعينيات ... نريد دفعات كبيرة لمشروع الرقم القومى وتطبيقاته ولمشروع السجل العينى وتطبيقاته ... ولمشروعات الخدمات الجماهيرية فى كل وزارة ومحافظة وتطبيقاتها نريدها خطة تنفيذية ببرامج زمنية بنتائج محددة تقاس وتعلن ويحس بها المواطن والمستثمر والشركة والمؤسسة.
الشركات والمؤسسات المصرية أيضاً تواجه تحدياً كبيراً ... على كل مدير وكل صاحب عمل قيادة التحديث ... فى عصر المعلومات ستندثر كل شركة لا يوجد بها نظم تنافس مع مثيلاتها فى العالم ... للأسف التحدى ليس فقط فى إعداد نظم داخلية للمبيعات والحسابات والإنتاج والأرشيف والمشتريات وغيرها، لكن التحدى الأكبر فى بناء نظم التجارة الالكترونية "E-COMMERCE" وبناء نظم آداء الأعمال الكترونياً "BUSINESS TO BUSINESS " وهذا يتطلب استثمارات ووضع مفهوم المعلومات كمورد يجب ادارته والنظم كاستثمار يجب توجيهه.
يتطلب البناء قادة ومتخصصين وفنيين وفى هذا هناك دور كبير للتعليم والتدريب للجامعات والمعاهد فى إخراج أجيال تبنى النظم الإدارية.
وأخيراً وليس أخراً يتطلب التنفيذ شركات وأفراد لإعداد النظم عدداً ونوعاً وأيضاً سوقاً وأداء ... وهنا مطلوب بناء وصقل العقول باستمرار لإعداد أحسن النظم بالمقاييس العالمية وأيضاً مطلوب الإيمان بقدرات هذه العقول وتشجيعهم من خلال فتح السوق لهم والتعامل معهم باعطائهم ما يستحقونه وليس باستنزاف عقولهم وبخس إنتاجهم أو وضعهم فى منافسات طاحنة غير متكافئة واملاء أسعار عليهم تعوق نمو شركاتهم الصغيرة – مطلوب احتضان عقول أبنائنا بدلاً من أن تطير لاسواق تقدر العقول سواء فى دول الغرب مثل أمريكا التى أعلنت عن احتياجها لنصف مليون منهم خلال العام الماضى أو للأسواق الإقليمية التى تجذبهم كموظفين بالمثل مطلوب التدخل لمحاربة الممارسات غير الشريفة من بعض الدخلاء على السوق المصرى والتى تخطف العقول باغراءات مادية وتهدم الكيانات التى هى أساس أصولها هى الملكية الفكرية للنظم ... نريدهم شركاء لشركات وطنية تكبر وتنمو وليسوا اجراء رحالة من شركة إلى شركة ومن سوق إلى سوق.
وأخيراً بناء النظم يعنى عزم مجتمع وجديته لبناء حكومة عصرية وشركة عصرية وعقل عصرى لمواطن ومستهلك عصرى ببناة وقادة من أبنائه للدخول لعصر المعلومات ... والمنافس الحقيقى لنا هو الزمن.