جريدة الأخبار – الأربعاء 4 ابريل  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح (3)

الاصلاح متواصل عبر الزمن..والاجيال..والمكان..ممارسة الاصلاح هو تنمية والحديث عن الاصلاح دون ممارسة ودون فعل هو التخلف. وقد اشرت فى مقالتين سابقتين انه من الظلم لانفسنا ان نتصور اننا سنبدا الاصلاح الان وان نغفل كل ما تم ويتم فى مصر او العالم العربى,ومن المبالغة ايضا ان نقول اننا وصلنا للمنشود وانه ليس فى الامكان ابدع مما كان - على الساحة الوطنية والعربية - والا لما كان هناك دعوات اصلاحية ينادى بها المواطن العربى من الخليج الى المحيط دون استثناء. وقد اكدت بوضوح ودقة انه لا اصلاح دون رؤية وهدف , وان الهدف الدقيق الذى اتصوره هو تنمية المواطن العربى(اقتصاديا واجتماعيا) بل تحديدا هو فى اهداف محددة مثل : (1) خلق 50 مليون فرصة عمل قبل عام 2010. (2) مضاعفة دخل المواطن العربى قبل عام2015 الى خمسة الاف دولار. (3)تنافسية ومشاركة لقطاعتنا الاقتصادية والخدمية عالميا. (4) تحقيق غايات الالفية والتى اتفق عليها العالم . (5) الدخول الى عصر المعرفة قبل عام 2010 وان نتغلب على الفجوة الرقمية والمعرفية مع عام 2025, ويبرز السؤال المهم والحيوى كيف يتم ذلك؟.

من هذه الاهداف التنموية تنبع اهداف الاصلاح وهى اقتصادية واجتماعية وثقافية ومؤسسية وسياسية وغيرها . فهل يمكن ان يتم الدخول لعصر المعرفة بمؤسسات وشركات العصر الصناعى او بمؤسسات بيروقراطية لا تقدر قيمة الزمن وتعرقل التقدم؟ وهل يمكن أن ندخل عصر المعرفة دون معلومات تنير الطريق؟ نحن باحتياج لرؤية وعمل لاعادة هيكلة لمؤسسات المجتمع عامة , ومؤسسات مجتمع المعرفة خاصة وتشمل : حكومات فاعلة وعادلة , وشركات عصرية ومنافسة , ومجتمعا مدنيا مشاركا وقويا ومؤسسات عدالة قولا وفعلا ... وقبل كل ذلك سلام وامن ومواطن حر.

واسئلة المواطن العربى حول متطلبات الاصلاح عديدة منها : فى المجالات السياسية كيفية تحقيق الحرية والديمقراطية,والمشاركة للمواطن , والحكومات الرشيدة , ومحاربة الفساد والوساطة والشفافية , وفى القيادة والتواصل والحكم العادل والحوكمة (Govenance) ويقصد بها التوافق بين القول والفعل والحكم والاداء والنظم والقواعد وتنفيذها على العامة والخاصة دون تدخل او محسوبيه , والشفافية والمحاسبة مما يشعر الفرد فى المؤسسة وفى المجتمع بالمساواه والعدل , وأما فى المجالات الاقتصادية الاسئلة عديدة للاصلاح وتختلف من مواطنى دولة الى اخرى وتبرز على قمم الاولويات فرصة العمل للشباب العربى ونحن لدينا حوالى 90 مليونا فى قوة العمل ونريد 50 مليون فرصة اضافية حتى عام 2010 ومائة مليون فرصة حتى عام 2017 ولو كانت تكلفة فرصة العمل 25 ألف دولار وتكلفة المليون فرصة هو 25 بليون دولار فاجمالى الاستثمارات المطلوبة 2500بليون دولار (الفان وخمسمائة بليون دولار) حتى عام 2017, ويلى ذلك مباشرة قضايا الديون الخارجية والمحلية واعادة الهيكلة الاقتصادية ومواجهة تحديات ما بعد اتفاقيات التجارة والانفتاح الجبرى على صناعات واسواق العالم , والفقر والانفجار السكانى وغيرها. وفى المجال الاجتماعى هل يمكن للعالم العربى ان يحقق احلام ابنائه فى مسكن ومدرسة , وتعليم وحرفة , وتامين صحى واجتماعى , ومساواة بين الرجل والمراة , ورعاية للطفولة تحلم بالسعادة والمستقبل فى عالم يتغير بسرعة ويتسابق ويتحول الى عصر المعرفة... وبالمعرفة ... وللحديث بقية