جريدة الأخبار – الأربعاء 30 مارس  2005
انتل والاستثمار لمصر الحديثة

اتصل بي الأخر الفاضل / هشام فهمي مدير الغرفة الأمريكية لدعوتي لحضور لقاء مع السيد / كريج باريت رئيس شركة إنتل العالمية والذي يقوم بأول زيارة له بمصر … وسعدت واستمتعت عبر ساعتين بما يمكن أن أسميه ولاده جديدة لعصر جديد … بدأ بتقديم من كريم فهمي رئيس إنتل بمصر تلاه الأخ/ طاهر حلمي رئيس الغرفة الأمريكية والذي قدم الدكتور/ طارق كامل وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي عرض إستراتيجة "مصر الحديثة" في توظيف تكنولوجيا المعلومات لعصر جديد من أربعة محاور: (1) تنمية الصناعة والإستثمارات والصادرات، (2) دعم إنطلاقة التعليم، (3) مناخ وسياسات مشجعة وجاذبة للإستثمار، (4) مبادرات عصرية منافسة لحكومة وقطاع أعمال ومجتمع … وكانت الكلمة في تفاصيلها رائعة تبشر بعهد جديد … أري فيه إنطلاقة وإضافة لمصر الحديثة … ثم تلا ذلك عرض – وليست كلمة – للسيد/ كريج باريت وهي علي الاطلاق من أفضل ما سمعت ورأيت في مصر منذ عدة سنوات وكان في موضوعها متميزا وفي إعدادها متعمقا وفي عرضها شيقا … وتستحق درجة إمتياز وتفوق عن أي متحدث أو رئيس لأي شركة عالمية أخري زار مصر أو تحدث عن مصر بل هي وسام عملي لحكومة أمل وسياسات ومناخ بدأ يجذب العالم … وكان الحديث صادقا وموضوعيا ومشجعا ومتعمقا … بل هو في تناوله يعرض تفاصيل لا يعرفها الكثيرون من المتخصصين أو من المصريين وتحدث السيد / باريت عن دفع عجلة النمو الإقتصادي والمنافسة في عصر الإقتصاد الرقمي الصاعد … وأتمني أن يفرد التليفزيون المصري والصحافة المصرية المساحة الكاملة لهذا الحديث والعرض القيم، بل أتمني أن يعكف الزملاء بالحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني والجامعات علي سماعه وتحليله واستيعاب دروسه المستفادة … وقمة أن نعي ونستوعب مثل هذه الأحاديث الإيجابية والبناءة والصادقة . وشمل الحديث ما يحدث في العالم ودخول نصفه (ثلاثة بلايين) إلي ممارسات السوق الحر في العشر سنوات الماضية وبروز الشرق الأوسط كثاني منطقة في معدل إستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ومصر كدولة من الدول التي تطبق السياسات المشجعة لتنمية التكنولوجيا … وكان صريحا بشدة حين ذكر أنه يجب علينا زيادة الإستثمار في البحث حيث أن ما يرصد في مصر لا يتجاوز بليون دولار في حين شركته تصرف خمسة أضعاف هذا الرقم وضرورة التحول الي مفهوم الإستثمار في المستقبل، وضرورة تحقيق طفرات في إستخدام تكنولوجيات المعلومات والإتصالات في مجالات الحياة المختلفة … وكان رائعا أن عرض حيا تجارب متعددة أولها لشركة كبيرة في صناعة الملابس الجاهزة يملكها وربطها لطلب المحلات بخطوط الإنتاج بالتوزيع، وثانيا عرض السيد/ كريج مع صاحب لمحلات "كشري التحرير" لنموذج لإستخدام تكنولوجيا اللاسلكية المحمولة في زيادة إنتاجية المحلات ورفع مستوي الخدمة وسرعة تلبية الطلبات والحساب عليها والمتابعة للجودة والربح، وكان المثال الثالث لمدرسة زهران بالإسكندرية ولشاب نابغة عرض نموذجا لدراجة طائرة ولتعميمه لوحدة ضغط ولحلمه للإلتحاق بالـ MIT بل ومداعبته للمحاضر بأنها أفضل من ستانفورد حيث تخرج وكلاهما من جامعات القمة ، والمثال الرابع لنموذج ابصار من شركة صخر وقدمه صحفي مجد عرض تجربة حية في إستخدام التقنية للعمل والحياة في عصر المعلومات والمعرفة ، والتجربة الخامسة كانت من مستشفي الشروق حيث عرض نظاما آليا متكاملا "لاسلكيا" يستخدم فيه الأطباء وهيئة التمريض تقنيات المعلومات في تسجيل ومتابعة وعلاج المرضي … وقد علمت أن هذا العرض تم بمعدات وأجهزة بلغ وزنها ثمانية أطنان وصلت علي طائرة خاصة … وبدأ الإستعداد والتمرين علي الكلمة والعرض منذ الخامسة صباحا…كم رئيس لشركة أو مؤسسة يبدأ عمله الخامسة صباحا ؟ وكم يهتم بالتدريب علي ما يلقيه؟ هذه رسالة للقيادات ورجال الأعمال والشباب والطلبة والطالبات … هكذا يعمل رئيس أكبر شركات العالم في التكنولوجيا … الدروس المستفادة من الحديث كثيرة ومتعددة ولنتوقف أمام الأمثلة تكنولوجيا … لتصدير الملابس … ولمحلات الكشري … وللتعليم … وللعلاج … ولذوي الإحتياجات الخاصة … وللبحث العلمي … عصر جديد أساسه الميزة النسبية في المعرفة وفي تطبيق المعرفة أسرع من الآخرين … هي دعوة لضيف عظيم أحسست أن قلبه مصري وفكره عالمي … وللحديث بقية