جريدة الأخبار – الأربعاء 26 مارس
2014 أمة المظاليم ... والأمة الظالمة
هل مصر أمة مظاليم ؟ أم أنها أمة ظالمة ؟ ... المتتبع لما حدث ويحدث في مصر يري أنها أمة مظاليم وأمة ظالمة ... فهي أمة مظاليم لما وصلت اليه أقتصاديا من حجم دين عام تجاوز 1550 مليار جنية وعجز موازنة عامة 2404 مليار جنية في عامة الأخير و550 مليار جنية في الثلاثة أعوام الأخيرة وحجم فوائد سنوية يزيد عن 180 مليار جنية تدفع ثمن استدانة الحكومة لتمويل موازنات سنوية لا تري أمة المظاليم نتائجها . وهي أمة مظاليم أيضا لأنها اجتماعيا تواجه أنهيار الانسان المصري وأحلامه المشروعة في حياة أفضل فوصلت الأميه الي أكثر من 30% من المجتمع بعد ستين عاما من ثورة 52 و 30 عاما من حكم فردي لنظام مبارك ووصلت جودة التعليم الي 139 من 144 ووصل عدد العلماء في مصر 88 في المليون مقارنة بمتوسط عالمي 1146 لكل مليون ومن جهة اخري انهيار للعلاج والرعاية الصحية في مصر رغم توفر اطباء اكفاء وانهيار للخدمات العلاجية واصبحت أكبر ظواهر عدم التكافؤ وانعدام العدالة الاجتماعية خاصة في صعيد مصر وريفها . وانهارت أيضا ادارة النقل في مصر وتعاقبت وزارات مصابة بالشلل من حجم تراكم المشاكل ويعاني المواطن يوميا (نفسيا وماديا) من طول وقت الانتقال وتستنزف خزانة الدولة ما يزيد عن 500 مليون جنية يوميا فاقد من منظومة النقل الظالمة ... ويعاني الاجيال الجديدة من غياب وندرة فرص العمل وعدالتها وكذا من امكانية تحقيق حلم زواج وامكانية الحصول علي سكن ... وغيرها أمثلة لجرائم سياسية لقادة وحكومات حولت مصر (أم الدنيا) إلي أم المظاليم . وسياسيا تعاقبت عليها نظم وحكومات لا تريد رأيا آخر ولا تريد صوتا يسمع ولا ترغب في فكرا جديدا أو أن تنمي وتعد علماء وقيادات جديدة ... بل وصل الأمر الي محاربة واجهاض كل قيادة وزعامة تولد ... وبدلا من توفر اطار سياسي يسمح بكل التيارات اليسار واليمين والوسط بأن يترعرع ويقوي تم الاكتفاء بأحزاب لم يصل أي منها الي قاعدة شعبية تذكر وبقي الحزب الحاكم هو الحزب صاحب السلطة المنفردة في التعبير عن أمة المظاليم رغم الآمهم واحلامهم المتتالية والضائعة ... ومن جهة أخري يري أي متابع مجرد - للمشهد الحالي – أن مصر تحولت إلي أمة ظالمة فهي اولا : تحولت الي ساحة عنف ودماء بين المصريين . وثانيا : انقسام لمجتمع بين مصريين وارهابيين . وثالثا : اعتداءات سافرة علي الجيــش والشرطة المصرية . ورابعا : تفجيرات تتم وقتل واغتيال بمعدلات غير مسبوقة في تاريخ مصر . وخامسا : قضاء مكدس بقضايا متشابكة ومتعاقبة للاخوان المسلمين ومحاولاتهم التدميرية للاستيلاء علي الحكم . وسادسا : فراغ سياسي بأحزاب مبتدئه . وسابعا : غياب تام للسياسات الاقتصادية ولوزير اقتصاد فاعل وللاستثمار ولفرص العمل وفلسفة تعتمد علي الانقاذ وتطفئه الحرائق الاجتماعية من خلال المعونات العربية . وثامنا : تطاحن بين المافيا الاقتصادية في الحديد والاسمنت والاتصالات والطعام وبين أمة المظاليم وسياسات تساند الأقوي بدلا من الأحق . وتاسعا : سياسات تزيد خدمية خاصة تعليمية وصحيه ثبت فشلها . وعاشرا : سياسات تخلط بين متطلبات الانقاذ والاصلاح وبين البناء والتقدم ... أمة المظاليم تظلم نفسها واصبحت مرة اخري في دائرة مفرغة تزداد ظلما بسياسات ظالمة ... الحل هو أن تاتي قيادة رشيدة واعدة وقادرة ومعها فريق متفاني مخلص وفاعل لديهم رؤية حقيقية وبرنامج لوطن يتلاحم معه المصريون للتحول من أمة المظاليم الي أمة الأمل وأمة العمل وأمة العدل ... والتقدم .