جريدة الأخبار – الأربعاء 16 سبتمبر  2001
المعلومات وادارة المعلومات

إذا كنا نؤكد باستمرار أن المعلومات هي التنمية فلابد أيضاً من التأكيد على أن الاستقرار هو أساس التنمية ... ولا يمكن تصور أنه يمكن تحقيق ما تنادي به باستمرار من إسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية دون استقرار او دون الأمن والأمان أو في وجود أزمات نعجز عن حلها وتفرض الأحداث علينا في بعض الأحيان ضرورة المواجهة العقلانية والعلمية والعملية لما قد يؤثر على مسيرة التنمية والتقدم .. وللمعلومات أيضاً دور كبير وهام في إدارة الأزمات .

الأزمات هي جزء مما نتعرض له في حياتنا كأفراد أو عائلات أو شركات او صناعة أو دول أو امم أو لمجتمع عالمي .. وقد حدث اهتمام كبير في الخمسين عاماً الماضية بكيفية ادارة الأزمات وازداد الاهتمام في اواخر الثمانينات والتسعينات بعلم ادارة الأزمات وتكامله مع تقنيات المعلومات .. بل أنه تمت صياغة منهجيات علمية لكيفية ادارة الأزمات وشرفت بالمشاركة في بعض منها ، وهناك العديد من المراجع العلمية والنظم العملية بل أنه أعد مركزاً لادارة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بمركز المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء . وليس سراً أن هناك عدد من المراكز – بل وبعض المبادرات – ولكن معظمها في الجوانب العسكرية والأمنية والدفاعية .

والأزمات تتطلب التعامل مع عوامل جديدة ومتغيرات سريعة في وقت قصير ويتوقف مقدرة عبور الأزمات على عدد من العوامل منها توافر القيادة الحكيمة وتوافر المعلومات والقدرة على التعامل مع الأزمات ودرجة الاستعداد لها وسرعة ومهارة الأداء والإدارة الهائلة وغير الانفعالية للأزمات والقدرة التعبوية للموارد لمواجهة الأزمات والمشاركة بالمعلومات وأحياناً الإعلام عما يتم في ادارة الأزمة.

والأزمات هي احداث تفرض نفسها لأهميتها ولضغوطها وهي توصف بأنها Urgent او Critical والمصريون بطبيعتهم لديهم خبرات متراكمة للتعامل مع الأزمات على جميع المستويات وقد ثبت أيضاً أنه بالعلم والمعرفة والمعلومات والتدريب يمكن تجنب أو تخفيف أثر الأزمات بل أنه يمكن تحويل بعض الأزمات الى فرص للصمود والتقدم .

ويبدأ التعامل الجيد مع الأزمات بتوقع إحتمال حدوثها وبالتعريف بها وخصائصها وتوصيفها وبتحديد ابعاد المعلومات اللازمة لها توصيفاً وتحليلاً ثم بتحديد الحلول المتوقعة لها من خلال سيناريوهات يتم صياغتها ثم بتحديد المشاركين في حلها وكذا المتأثرين بهذه الأزمة وكيفية التعامل معهم وأيضاً يشمل التعامل مع الأزمة تحديد دقيق للقيادة المسئولة عن أدراة الأزمة عند حدوثها . وتستخدم في الأزمات نماذج متعددة يتم اعدادها في فترة الأستعداد وتدقق باستمرار وتستخدم عملياً في مراحل الأزمة حيث لا يكون عادة هناك وقت للاجتهاد او زمن للاعداد . والتدريب المستمر على الأزمات المحتملة هو أهم عناصر النجاح ... ولا يمكن إدارة أي أزمة او الاستعداد لها دون معلومات والسؤال الذي يطرح نفسه هل لدينا تحديد لمصادر البيانات المرتبطة بكل الأزمات المتوقعة والمحتملة وهل لدينا نظم المعلومات اللازمة للتعامل مع البيانات للمساهمة في دعم ادارة الأزمات .

لقد ساهمت ثورة المعلومات والاتصالات والأقمار الصناعية في خلق مشاركة بين البشر فيما يفرض من أحداث وأزمات وبعض الأحداث والأزمات تؤثر على البشر باختلاف اجناسهم وعلى البعض الآخر أكثر من غيرهم قد يثبت الزمن أن العالم قد تغير بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 المؤسفة وقد يكون ذلك أساساً لمواجهة العقلانية مع الأرهاب ومع اسباب الإرهاب والظلم في العالم وقد يحدث العكس ويتم التعامل السطحي مع الأحداث بعنف ويكون ذلك عذراً لمزيد من العنف ، نريد مناخاً عالمياً دافعاً للتنمية ولهذا نريد سلاماً واستقراراً للأمم وللشعوب وللدول والمؤسسات كي تسعى للخير والتنمية والرخاء وتبعد الدمار والقتل والتخلف .

ترى ماذا يجب أن نفعل لتحقيق الاستقرار وتجنب الأزمات لمزيد من التنمية على أرض مصر ، وما هي نظم المعلومات اللازمة لإدارة هذه الأزمات .