جريدة الأخبار – الأربعاء 4 مايو
2003 مصاب على ارض العراق
حرب العراق هي كارثة إنسانية لأب وأم فقدا ولدهما أو لطفل فقد عائلته أو لطفل أصيب وفى اشد الحاجة للعلاج الفوري أو لجندي عراقي أم أمريكي أصيب فى المعارك. ولن أتحدث عن الحرب أو أسباب الحرب... ولكن سأتحدث عن إحدى تداعيات الحرب الإنسانية وهم المصابون؟ وفى زحمة الفضائيات وإعلام الحرب... ينسي ويتناسى الكثيرون بكاء الأطفال ونحيب الشيوخ من الجرحى والمرضي والمحتاجين؟ لدي العديد من الأسئلة... (1) ما هو عدد المصابين؟ وما هي طبيعة ونوع الإصابة لكل منهم ؟ وما هو العلاج المطلوب لكل حالة ؟ وهل هو متوافر أم غير متوافر ؟ وما هو المطلوب للإسراع بإنقاذ وعلاج كل حالة؟ وما هي الحالات القابلة للشفاء وما هي الحالات غير القابلة ؟ وما هي الحالات التي سينتج عنها عجز جزئي أو كلى؟. (2) ما هي الطاقة الاستيعابية لمستشفيات العراق؟ وما هي التجهيزات والأدوية ووسائل العلاج المطلوبة لعمل هذه المستشفيات؟ وما هي المستشفيات التي لديها بنية أساسية ( مبني،مياه،كهرباء،وتجهيزات واسرة) وما هي المستشفيات التي يمكن تجهيزها بسرعة لعلاج الضحايا؟. (3) هل هناك جهد تعبوي للاهتمام بالمصابين أم أنها ليست على الأولوية فى جو نري فيه خطب الانتصار والتهافت السياسي على ما سيكون العراق؟ ومن سيحكم؟ وينسى فيه من ليس لهم صوت من العراقيين؟ فما هو عدد المستشفيات الميدانية – فى كل مدينة وحول كل مجتمع كبير – اللازمة لعلاج الضحايا؟ هل نريد ألف سرير أم عشرة الاف سرير أم عشرين ألف سرير؟ وكيف يتم تشغيلهم أو توفيرهم فى خلال الساعات والأيام القادمة ؟ . (4) من الذي سيوفر هذا العلاج أو الجهد التعبوي؟ هل هو الصليب الأحمر والهلال الأحمر؟ هل هي القوات الأمريكية والبريطانية هل هي الدول المؤيدة للحرب هل هي الدول العربية هل هم العراقيون هل هو المجتمع المدني العالمي .. من الذي سيوفر المال؟ . (5) لماذا لا ترسل الولايات المتحدة وبريطانيا والدول المؤيدة للحرب بل والدول العربية كل حسب قدراته طائرات للنقل الفوري للضحايا من الأطفال والشيوخ إلى مستشفيات أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول.. وان يعودا بعد شفائهم للعراق.. اعتقد أنها رسالة إنسانية بل وسياسية ضرورية لإنقاذ جيل من الضحايا... واثبات للنوايا... والتزام أخلاقي. (6) أوجه الدعوة للسيد وزير الخارجية والسيد وزير الصحة – وهذا قدرهم – لكي تضع مصر قضية الجرحى والمصابين ضمن الأولويات الهامة والعاجلة لنعبئ الدبلوماسية المصرية والأمريكية والبريطانية وغيرهم ولحث حكوماتهم ومؤسسات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والدول العربية للاهتمام الفوري بعلاج الضحايا المدنيين من جراء الحرب وفورا. وأدعو وسائل الإعلام العالمية والعربية دون تهويل أو تهوين ولكن بموضوعية وبمسئولية وضع هذه القضية الإنسانية بالأولوية المطلوبة على أجندة الحكومات والمجتمع المدني. (7) وقد يكون بنفس الأهمية أن يحاط المجتمع المدني بالمعلومات الدقيقة عن حجم حل المشكلة فقد عاش الحرب ساعة بساعة وواجب أن يري حلولا إنسانية لدول وعالم المفروض انه وصل من الحضارة والرقى والإنسانية إلى درجة ملائمة . فلا تقدم دون إنسانية فلا مجتمع وحياة دون إنسانية... ولا تقدم وتنمية دون بشر ... ولا مجتمع معرفة دون معلومات واستقرار وإنسان قادر وفاعل... علينا الخروج بسرعة مما انحدرنا فيه... إلى لغة العقل والتحضر والإنسانية.
الجرحي ينزفون ... تكلفة علاج كل ضحايا الحرب لا تزيد عن تكلفة يوم إضافي من أيام هذه الحرب... مطلوب معلومات للتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية... وللحديث بقية