جريدة الأخبار – الأربعاء 25 ابريل  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح (6)

الاصلاح اجندة ورؤية واطار وهدف وخطة تحول ... ومما يدعو للتفاؤل انه اصبح حديث الاحاديث لامة العرب وقمة العرب(المنتظرة) بعد الاخبار المتلاحقة للعنف فى المنطقة وتواصلا مع ما سبق استعراضه فان الاصلاح (انسان) ... هو (الهدف) وهو (الوسيلة) وفى عصر المعرفة ارى ضرورة ان نستهدف مجتمعا عربيا ينافس ويشارك ويقود ويتعاون ويتعايش ويتحول ويتطور ويتكامل ويحب ويحترم ويقدر عالميا ... وكى ننافس فى عصر المعرفة يجب ان تكون هناك معرفة ومعلومات واتصالات وانترنت وعلوم ودراسات... واهم من ذلك انسان قادر على الاستيعاب والتحليل, والتوصيف والاستنباط , وتحديد وتعريف المشاكل وايجاد الحلول والقدرات التنفيذية الذاتية هذه الحلول التقدم هو انتقال مما نحن فيه الى مايجب ان يكون. واتساءل ما المواصفات العملية المستهدفة للانسان فى (عصر المعرفة) والامية تمثل نصف المجتمع؟. وهل يعقل اننا سندخل عصر المعرفة ولدينا عدم تكافؤ عملى بين المراة والرجل فى معظم الدول العربية ؟

وهل يعقل اننا نعلم اجيالا دون قدرة على تحويل الاستثمار فى المعرفة الى تنمية وتقدم وعائد مادى واجتماعى؟ هناك فرق بين من يقرأ ويكتب وبين استيعاب كتاب او العمل به او التفاعل معه لمزيد من البحث والتفكير او لتوظيفه للتنفيذ. وهل يمكن ان نعلم اجيالا تنافس دون تعليم متميز؟ وهل يمكن التميز دون امكانات ولغات ؟ وهل يمكن ان نخرج قيادات دون ممارسة وتجريب, واحتضان وتدريب , وتوجيه وارشاد , وحوار وتواصل ؟ وهل يمكن ان نعلم اجيالا لعصر جديد بعلوم وتقنيات عصر مضى فى بعض الدول العربية ومناهج لاتحاكى العصر؟ بل وباساتذة عهد سلفى؟ وبتقنية هى سبورة وطباشير رغم فائض بترول لا ينضب فى نفس الدول ؟ فــى عصر التعلم فيه يتعاظم بالانترنت بمدرسة وجامعة الكترونية , وهل يمكن التقدم دون بحث علمى تطبيقى ودون تشجيع للباحثين والعلماء ؟ وهل يمكن ان يتم كل هذا دون احترام لعقل الانسان ولقيمته الاجتماعية منافسا فى وجود تليفزيون عربى- يتراقص ترويحا- خالى المضمون فى معظمه ويتغرب فيه العلماء والعقلاء؟ وهل يمكن ان يتم ذلك دون احترام للملكية الفكرية؟ وهل يمكن اخراج اسوياء فى عهد يحرف فيه الخطاب الدينى؟ وكيف سنحول قوة العمل الحالية (التقلدية) إلى قوة عمل لعصر المعرفة فى كل المجالات؟ وما خطة العرب لذلك ؟

ومن جهة اخرى فان الانسان هو صانع التقدم وقائده.الاصلاح هو قيادة وفريق والسؤال المطروح عربيا ويختلط فيه صوت العقل مع ضجيج بعض الفضائيات هو من سيقود الاصلاح ؟ ومن الخطا تصور ان القضية هى فقط قيادات الدول العربية, فتاريخنا حافل بقيادات صالحة احيط بها عناصر غير صالحة او غير فاعلة وانتجت تخلفا . ولكن لم تحدث حالة واحدة عبر التاريخ لقيادة فاسدة ومجتمع يتقدم. الاصلاح والتقدم هو مراة لقيادة وفريق واعداد وتدريب وخطة واداء...هو اوركسترا يعزف دون نشاز... فيسعد من يشاهده ويتابعه... ورايناه فى الصين وماليزيا وكوريا وسنغافورا... ورايناه من منتصف الثمانينات حتى ما بعد منتصف التسعينات حين عملت مصر كفريق وكادت ان ننتقل بالقيادة والفريق والاعداد والمعلومات ووحدة الهدف والتنفيذ الجيد... رايناه فى حرب اكتوبر... رايناه فى بناء السد العالى ... فهل لدينا فريق وطنى واوركسترا عربى ؟ !!!... لعالم المعرفة... وللحديث بقية