جريدة الأخبار – الأربعاء 22 أغسطس
2012 سيناء وحلم التنمية والتقدم
سيناء هي أرض وعرض ، وتاريخ ومستقبل ، وحرب وسلام ، وأزمات ومشروعات ، وشهداء ونماء … الدماء الطاهرة لأبناء مصر وشهدائها تذكرنا دائما بما يجب أن نقوم به ... أذكركم مرة أخري بما كتبته عن سيناء قبل استشهاد 16 من خيرة شباب الوطن ساعة الأفطار في شهر رمضان المعظم في افظع المجازر الأنسانية التي تعرضت لها مصر وجيشها ونظامها الجديد ... سيناء الأرض مساحتها 60264كم2 والكثافة السكانية بها في الشمال واحد من المائة في المائة والجنوب خمسة من الف بالمائة بشمالها 6 مدن و82 قرية و 459 نجع و 17 منطقة عشوائية وبجنوبها 8 مدن و14 قرية و83 نجع . سيناء هي قلب الشعب المصري يرتبط بها حبا وروحا بل وعرضا ، ولا يقبل أن تحتل أو تستغل من عدو أو صديق ... عاشت وتعيش جزء من الحلم المصري في التنمية والتقدم ... وهي ركيزة أمل وانطلاقة عمل لمشروع المستقبل "لمصر الثورة" ... يعمل في سيناء ما يزيد عن مائتي الف عامل ومعدل البطالة من حملة المؤهلات العليا في الشمال 5% والجنوب 16% ومعدل البطالة للمؤهلات المتوسطة يزيد عن 22% في سيناء ... والانشطة الاقتصادية نسبيا لا تتناسب مع طاقاتها وطموحاتها بتباين حاد وفجوات وانقسامات تنموية أشد حدة مثلا في مجال السياحة في جنوب سيناء وصل عدد الغرف فيها عن سبعين الف غرفة تجلب ما يزيد عن 14 مليون ليلة سياحية تضيف للدخل القومي ما يزيد عن اربعة مليارات دولار بينما عدد الغرف في شمال سيناء هو 757 غرفة وعدد الاسره 1514 سرير تجلب سياحة داخلية لا تزيد عن مائة الف ليلة ... عاش ابناء سيناء التخبط في السياسات والاهتمام ، والاختراقات والتجاوزات ... وكانت سيناء خط المواجهة في الصراعات العسكرية عبر التاريخ خاصة الصراع العربي الاسرائيلي ودخلت حروب 48 و67 و 73 ... ودفعت مصر وابنائها ثمن الحروب ... وعادت سيناء لمصر السلام ... وحدثت طفرة تنموية سياحية في جنوب سيناء ولم تتوازن معها التنمية في كافة انحاء سيناء حلم البعض أن تكون سيناء سويسرا الشرق ؟ وأن يكون لسكانها ارفع معدلات جودة الحياة في التعليم والصحة والعمل والانتاج والاستثمار والنقل والمواصلات والامن والامان والثقافة والانفتاح ... ما حدث علي أرض الواقع هو ترجمة لعشوائية الفكر وازدواجية النوايا ... لم تحدث التنمية المتكاملة وعاني ابناء سيناء وابناء مصر من فجوات التنمية بين الغني الشديد والفقر المدقع ... بين الترف البذخ وبين الحاجة الشديدة ... بين الفساد وبين الافساد ... وانطلق في سيناء زراعة وتجارة المخدرات والسلاح وتهريب البشر واصبحت جبال سيناء مأوي للخارجين علي القانون وعناصر ارهابية إلي ما وصلت اليه الآن من أرض تعيش انهيارات امنية وتفجيرات غير مسبوقة وهجمات مسلحة علي مؤسسات الدولة وجيوب ارهابية وجماعات جهادية وقيادات تدعي الثورية تدفع بمصر وأمنها القومي الي الانهيار ... من صاحب المصلحة – لاقدر الله – في ضياع فرص العمل والدخل الناتج من الانشطة الاقتصادية في سيناء ... ثورتنا هي ثورة بناء وتقدم وكرامة وعزة وتنمية ورخاء ... ثورتنا ليست ثورة اغتيال وارهاب ولا ثورة سرقة ونهب ولن تكون الثورة مزايدة بالحرب بديلا للسلام ... مستقبل سيناء التنموي والحضاري ، وأمنها وسلامتها ، وحرياتها واستقلالها هو أمانة تاريخية لمن يقود دفة القيادة ... وكذا تأمين سيناء ضد العدو والصديق هي أمانة كبري ... وأدعو كل المصريين – خاصة الأجيال الشابه – للمساهمة في صنع هذا المستقبل ... دماء شهداء سيناء تدعو للسلام والمحبة والتقدم والبناء .