جريدة الأخبار – الأربعاء 25 مايو
2003 ادارة المعرفة والادارة بالمعرفة (1)
إدارة المعرفة في عصرنا هو علم وممارسة وخبرة وفن لتوظيف أهم مورد لدي الإنسان والمؤسسة و المجتمع بحيث يزداد تقدمها و إنتاجياتها ورفاهيتها. الجيل القديم يتحدث عن إدارة البيانات و الأحدث يتحدث عن إدارة المعلومات.
تحدي الجيل المعاصر و الأجيال القادمة هو إدارة المعرفة، وهو في أهميته بل يزيد عن إدارة الموارد المالية للمؤسسة وإدارة الموارد البشرية وجميع مدخلات العمل وغيرها.بل هو شامل لكل هذه الموارد وشامل لكل استخدام جيد وزمني بل أكفا ومتميز لكل هذه الموارد لهذا ليس اختيارا أن نبشر بأهمية إدارة المعرفة ولكنها حتمية للتقدم والبقاء وأريد من كل منا أن يسال نفسه كيف يحقق الإدارة بالمعرفة وكيف نتحول مما نحن فيه إلى الإدارة بالمعرفة وهنا لا استثني أحدا البعض منا يدير بأساليب ومناهج اندثرت وتلاشت و البعض يدير بما تعلمه من علوم وما تراكم له من خبرة معظم جذورها في علوم ومؤسسات العصر الصناعي وتعود للقرن العشرين في معظمها و الممارسات ما بعد الحرب العالمية الثانية والبعض الأخر من الشباب والأجيال الجديدة تم إعداده جزئيا لإدارة مؤسسات عصر المعلومات والبعض الآخر لم يتم إعداده للإدارة على الإطلاق ... اليوم ـ وليس غدا ـ هو زمن إدارة المعرفة و الإدارة بالمعرفة ... لمجتمع المعرفة ، وهي قفزة ـ وليس خطوة لعصر جديد.. يتطلب فكرا جديدا وهذا ليس تبشيرا ولكنه صيحة لصحوة لإدارة المعرفة والإدارة بالمعرفة.
إدارة المعرفة هي أساس للإدارة بالمعرفة ومصادر المعرفة الأساسية ركيزتها إنسان وبيانات و معلومات و دراسات وقدرات توصيفيه وتحليلية وتنفيذية لترجمة كل هذه العناصر إلى قيمة مضافة في الوقت المناسب.. إدارة المعرفة تتطلب كل المهارات العملية للمدير الناجح وتتطلب أيضا العلم و الخبرة في التخصصية والعامة في مجالات العلوم أو طب أو هندسة أو حقوق أو تجارة أو صناعة أو سياحة أو في قطاعات العمل في المجتمع كحكومة و العمل الخاص أو العمل الأهلي . (1) فهل لدينا الإنسان القادر؟. (2) هل لدينا قواعد البيانات ؟. (3) هل لدينا نظم المعلومات ؟. (4) هل لدينا حصر بالدراسات والمناهج النوعية و العملية ؟. (5) هل لدينا القدرة على توصيف الواقع؟. (6) هل لدينا القدرة على تحليل الواقع وما نريد أن نصل له مستقبلا ؟. (7) هل لدينا القدرة على صياغة التوصيات و التوجهات و القرارات ؟. (8) هل لدينا القدرة على اتخاذ القرار؟. (9) هل لدينا الخبرة لتنفيذ القرار من خلال خطة عمل؟. (10) هل لدينا القدرة على قياس اثر القرار وتنفيذ نتائج المعرفة عمليا؟.
وأساس المعرفة هو مدرسة ومنهج ومعلم وتلميذ يتعلم بتميز ويتعلم كيف يتعلم وجامعة تؤهل وتعد كقيادة وإدارة لعلم وتفتح لتوظيف العلم في كل مجالات الحياة وكقدرة على التعلم المستمر لكيفية التعلم وتطبيق الجديد في كل قطاعات الحياة ... وهذه ليست فلسفة ولكنها إطار حياة للمجتمعات التي تنهض وتجاهله أو رفضه يعني عدم توظيف اكبر هبه أعطاها الله سبحانه وتعالى للإنسان وهي العقل لحياة الإنسان ولتقدمه ورقية وصدق الله العظيم حين قال" اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " ... صدق الله العظيم .
البداية علم ودين ... إنسان وضمير ... عقل وخبرة ... لخير الإنسان وتقدمه وللحديث بقية