جريدة الأخبار – الأربعاء 16 مايو  2004
مدرسة الريغة الصديقة للفتيات ... بوابة للامل المصرى

عشت يوما فيه صدق وعطاء , رؤية وفكر,عمل وجهد,عزم واصرار, جدية ونتيجة, ومسئولية ومشاركة ... كنت مدعوا لافتتاح مدرسة (الريغة الصديقة للفتيات) وهى بقرية الريغة بابو صير التابعة للوحدة المحلية لسقارة والتابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة. ومدرسة الريغة هى واحدة من 5000 مدرسة هى هدف مبادرة تعليم الفتيات التى تقودها السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيسة اللجنة الفنية الاستشارية بالمجلس القومى للطفولة والامومة برؤية وعمل جاد فى صمت , وهى نموذج للتنمية الانسانية البشرية الرائدة من مصر, وقد تم افتتاح 51 مدرسة تعمل وفق معايير الجودة وفى اطار التعليم النظامى والمناهج القومية بعد تدريب متطور للمدرسات (الميسرات) وتقدم وزارة التعليم الكتب والمناهج ومرتبات الميسرات وتحت اشراف وادارة المجلس القومى للطفولة والامومة يتم التنفيذ. ورصدت الدولة 157 مليون جنيه وفى السنة الاولى 31مليون جنيه وسيتم الانتهاء من بناء 260مدرسة فى اخر مايو,تم منها 165مدرسة بالفعل حتى 12مايو نفذتها هيئة الابنية التعليمية وقيادتها الفاعلة تحت اشراف المجلس القومى للطفولة والامومة. ويتبرع الاهالى فى النجوع والقرى بارض هذه المدارس - والبعض منهم فى اشد الحاجة لهذه الارض - وتم بناء بعض هذه المدارس مثل مدرسة الريغة برجال الاعمال الوطنين . وهذا نموذج ووجه مشرف لمشاركة بين الحكومة والاهالى ورجال الاعمال لمواجهة قضية تنموية تعليم واندماج للفتيات المتسربات من التعليم ومواجهة لحرمان انسانى دائم. وتمنيت ان يرى كل مسئول وكل مواطن - يبحث عن الامل - وعن العمل الجاد وعن الانجاز وعن التنمية الموضوعية لعصر المعرفة هذه المدرسة ... واسمحوا لى ان اعرض بايجاز الحلم والرؤية والنتيجة . وهى فى مدلولها عنوان لما يمكن ان يطبق فى مجالات كثيرة من مجالات التنمية ففى عام2000 وفى المؤتمر القومى للطفولة والامومة ابرز المشاركون اهمية القضاء على الفجوة النوعية فى تعليم الفتيات مقارنة بالبنين... وهى ظاهرة تزداد فى الريف المصرى والمناطق النائية والاكثر احتياجا... وبعد دراسات ميدانية تمت على ارض الواقع وتبناها المجلس القومى للطفولة والامومة , تم صياغة الرؤية والهدف (لتعليم كل فتاة فى مصر)... والقضاء التام على الفجوات والتسرب فى التعليم وبناء 5000 مدرسة وعلى الرغم من حقيقة نجاح مصر فى الاستيعاب العددى لقاعدة كبيرة من البنين والبنات فى سن التعليم ومضاعفة عدد المدارس فى مصر الى اكثر من 33الف مدرسة فى الخمسة عشر عاما الماضية,الا انه حقيقة ايضا ان هناك عددا من البنات لايذهبن للمدارس او يتسربن من التعليم والاسباب عديدة اجتماعية واقتصادية ويعرفها من يعيش فى قرى مصر ويعيشها الفقراء ويدفع ثمنها الابناء مدى الحياة ولنا ان نتخيل فتاة دون تعليم ... فهى ابنة دون مستقبل... ومواطنة دون دخل او فرصة عمل ... وام دون علم ومعرفة... وانسانة دون حياة وامل فى القدرة على الانتاج والعطاء وتربية لاجيال عن علم. تصدت سيدة مصر الاولى وحاملة مفتاح بوابة امل مصر لهذا التحدى التاريخى ولبناء 5000 مدرسة فى 5000 عزبة ونجع وقرية.