جريدة الأخبار – الأربعاء 9 مايو
2012 مصر والإرهاب الديني
هل ستتحول مصر إلي أفغانستان ؟ هل سيحكم مصر الإرهاب الديني والفكري والسياسي ؟ ... ما حدث في العباسية أمام وزارة الدفاع هو مسلسل متواصل للإرهاب الديني في مصر استغلالا لثورة بدأت نقية بيضاء ثم تحولت بتدخلات للتيار الديني إلي نموذج آخر يتدرج من لبنان إلي العراق ثم إلي أفغانستان ... أحداث العباسية هو واجهة لمخطط إجرامي لاقتحام وزارة الدفاع والسيطرة علي الجيش ... بدأت مثل هذه المحاولات منذ أحداث الكلية الفنية العسكرية - المجاورة لوزارة الدفاع - في أوائل السبعينات منذ أربعين عاما حيث قامت جماعة دينية ذات قيادة فلسطينية الأصل بمحاولة انقلاب علي حكم السادات ... ما حدث ويحدث في العباسية ليس مصريا الروح والقلب أو الفكر والتوجه ... مصر التي نعرفها لا تعرف القتل ولا تعرف الدماء ... فمن أين جاء ومن أين يأتي كل هذا العنف ؟ هناك تفسيرات عديدة منها أولا : أن ما يحدث هو مخطط لجماعات دينية للاستيلاء علي الحكم في مصر بأي وسيلة من أجل بناء الدولة الدينية في مصر . ثانيا : أن ما يحدث هو مخطط أكبر لجماعات إقليمية دينية وإرهابية تتعاون من أجل الاستيلاء علي مصر كركيزة لبناء الأمارة الإسلامية الكبرى من اندونيسيا وماليزيا حتى المغرب وأفريقيا ومن أفغانستان وكازاخستان حتى الصومال ومالي ونيجيريا . ثالثا : أن ما يحدث هو رد فعل متوقع للعائدون من أفغانستان وأمراء الجهاد في الثمانينات والتسعينات وحاليا يجدون أرضا خصبه بدأت بفقر وجهل وفساد ... ثم ثورة شعب ... ثم انهيار وفوضي ودمار . رابعا : أن التيار الديني الوطني المصري - الغير دموي - قد ضل الطريق وبدلا من أن يقود المصريين مع كل الفصائل الوطنية ويحول مصر – ديمقراطيا – إلي ثورة بناء وتقدم ، تنمية ورخاء ، ووحدة ومحبة ... أصبح عنوانا للانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ورمزا جديدا لديكتاتورية سياسية ... وتحول للمزايدة وتغيير المواقف من أجل إحكام السيطرة علي المؤسسات الوطنية وركائز الدولة ... بل وطرد كل الفصائل والتيارات الوطنية الأخرى . خامسا : أن ما يحدث هو نتيجة طبيعية لإعلام يساهم في تدمير الفكر الوطني يعمق الانقسام ويدمر الوحدة ... إعلام تدخل فيه المال وسيطرة الجماعات الدينية وانزلق في تنافس إقليمي شرس لتدمير صورة مصر والمصريين ... وأتساءل كم من الوقت وكم من المال سنحتاجه لإعادة صورة مصر كأرض للسلام والآمان والمحبة . سادسا : أن ما يحدث هو نتيجة لوصول فكر القاعدة والجماعات الارهابية والجماعات الدينية المتشددة لأرض مصر ... سابعا : أن ما يحـدث هو نتيجة مباشــرة للفــراغ الأمني الكبير الذي ساهمت فيه - ولم تحاسب عليه - جماعات دينية معروفة ولم يعلن عنها للآن في هدم جهاز الأمن المصري وقتل أبناءه (شهداء الشرطة) في أقسام الشرطة وفي سجون مصر وفي الميادين المصرية . ثامنا : أن ما يحدث هو نتيجة وصول أصحاب الإعلام الأسود والسلفية المصرية المتطرفة إلي مشارف وزارة الدفاع المصري ... وهدم المصريين من أبناء وطن وعروبة تنادي بقتل وإسقاط رموز بطولة أكتوبر1973 ... أن من يجرؤ علي مهاجمة وزارة الدفاع أو الدعوة لذلك لا يمت للوطنية المصرية بأي صلة . تاسعا : أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة للتراخي في التعامل مع موجات العنف التي استغلت عباءة الثورة في أحداث طائفية أو مواجهات محمد محمود والداخلية أو حرق المجمع العلمي أو غيرها . عاشرا : انتشار تهريب السلاح من ليبيا والسودان وعبر سيناء ... ويتساءل المصريون هو ستترك مصر للإرهاب وأمراء الإرهاب ومخططات وجماعات الإرهاب ... هل سيظل جيش مصر ينشد الحياد في محاربة قــوي الظلام ... وهــل سيظل الأمن الوطني خائفا من الدفاع عن أمن المصريين ... الثورة المصرية والقوي الوطنية " الحقيقية " بريئة من الدماء والعنف والإرهاب ... هي ثورة شعب وجيش ... ثورة كل مسلم ومسيحي ... هي ثورة كل المصريين ... هي ثورة بناء ومحبة .