جريدة الأخبار – الأربعاء 7 مايو
2014 الإسراع بالتنمية ... والزمن
التنمية هي سياسات وبرامج وسرعة وزمن ... والإسراع بالتنمية هو قفزات متتالية ومتواصلة لتحقيق الأفضل والأكبر في مدد زمنية أقل ... كل يوم (24 ساعة) له قيمة كبيرة ، والمطلوب أن نقوم بمضاعفة العمل في وقت أقل ... مصر تفقد يوميا مليار جنية تقريبا حيث بلغ عجز الموازنة هذا العام 340 مليار جنية ... وبلغ العجز المتراكم في الثلاث سنوات الماضية 650 مليار جنية منذ يناير 2011 (وكان 550 مليار جنية أضيف لهم حسب آخر البيانات مائة مليار جنية أخري) ...هذا الفاقد كيف يعوض ؟؟؟ ... هذا الفاقد لا يشمل ما هو مطلوب لإصلاح الخراب والدمار الذي نراه حولنا نتيجة مسلسل التخريب والهدم الذي اتبعه البعض في تفسيرهم للدين أو للثورة ... هذا الفاقد لا يشمل احتياجات من ولد علي أرض مصر والذي تجاوز عدد سكانها 86 مليون نسمة في أشد الاحتياج – يوميا - لطعام وملبس وعلاج وتعليم وانتقال وفرصة عمل ومسكن وحياة أدمية من هؤلاء ما يقرب من 40% فقراء و30% يعانون الأمية و 7 ملايين في طابور فرصة العمل ... يتساءل المصريون كم من الزمن فقدته مصر فيما كان مفروض أن يتحقق في فترتين منذ الخمسينات للآن ؟ ومنذ الثمانينات للآن ؟ ... منذ ستين عاما كانت مصر تسبق العديد من دول العالم منها الهند والصين وكوريا الجنوبية والبرازيل واسبانيا ... أين مصر الآن وأين هذه الدول ؟ ... وفي أوائل الثمانينات كانت مصر وماليزيا وتركيا وتشيلي وبيرو والمكسيك وجنوب أفريقيا في مراكز متقاربة ... أين هم الآن وأين نحن ؟ ... الفرق الرئيسي بين ما حققته هذه الدول ومصر أنها نفذت استراتيجيات للإسراع بالتنمية ... فمثلا كانت الهند تواجه المجاعات أصبحت دولة رائدة في الأمن الغذائي وفي تصدير الغذاء والقمح لدول العالم وأصبحت أيضا تصدر من مدينة بنجالور (مثل أسيوط) في الجنوب ما قدره 140 مليار دولار سنويا برمجيات وكانت مصر أكثر انفتاحا في التكنولوجيا منها في أواخر الثمانينات ، وكوريا أصبحت من أفضل عشر دول في العالم في التعليم والتقنية والصناعة والصادرات ... وبالمثل ماليزيا دخلت الفضاء وأصبحت دولة تنتج وتصدر التكنولوجيا وستصبح دولة متقدمة عام 2020 ، وقامت بنهضة جذرية بعدما انطلقت كانت تواجه حرب أهلية في السبعينيات ... ودول أمريكا اللاتينية بلا استثناء بعدما كانت تغرق في الديون وتعرف العديد منها بجمهوريات الموز أصبحت نماذج للتقدم ... حتى تركيا التي كانت أكثر تخلفا من مصر في السبعينات أصبح لديها فائضا في البنك المركزي يتجاوز خمسمائة مليار دولار ... وعلي الصعيد العربي قامت المغرب بنهضة غير مسبوقة في مجالات البنية الأساسية والطرق والمواصلات وفي العشرين عاما الماضية قفزت الأمارات أيضا كنموذج رائع للتنمية المستدامة ولجودة الحياة يتفوق علي نماذج أخري مثل سنغافورا وهونج كونج وأصبحت الأولي في اجتذاب الشباب علي مستوي العالم ... ما يريده المصريون هو قفزات نوعية في الطريق الصحيح ... فقد انتهت عهود التجريب والوعود الجوفاء وضل الطريق والهدم والتدمير والسرقة والرشوة ... ولن تعيش مصر علي الإعانات والمعونات ... فهل يمكن أن تكون مصر من أفضل عشر دول في السياحة في العالم في عشرة سنوات ؟ وهل يمكن أن تكون من أفضل 10 دول في التعليم في 15 عاما ؟ ومن أفضل 20 دولة في العلاج الصحي في 20 عاما ؟ أو من أفضل 20 دولة في الأمن الغذائي والمائي في 20 عاما ؟ ومن أفضل 25 دولة اقتصادية في 25 عاما ؟ ومن أجمل دول العالم في 25 عاما ؟ ... هذه ليست أحلام ولكنها أهداف لخريطة طريق للإسراع بالتنمية ... عدم تحديدها هو المزيد من التخلف والتنمية العشوائية أو التنمية التقليدية ... الإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية هو علم وعمل وسياسة وتنفيذ ومشاركة وقيادة ... وحان وقت العمل الجاد ... لكل وبكل المصريين.