جريدة الأخبار – الأربعاء 27 يوليو
2003 مجتمع المعلومات والمؤسسه العسكرية
تفاعلت مع احتفالات مصر بثوره 23 يوليو وبأسبوع تخرج الكليات العسكرية ولا اخفي تحيزي للمدرسة العسكرية المصرية والتي شرفت بالانضمام إليها وتعلمت فيها العلم والانضباط في الكلية الفنية العسكرية وأتاحت لي هذه الفترة أساسا اعتز به – مثل كل العسكريين – بل واقدره عرفانا وأتحيز له عملا حتى بعد تحولي منه لشرف المشاركة في العمل العام في 1984 بإنشاء مراكز المعلومات ودعم اتخاذ القرار والتي أسست لدعم الإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والفضل في هذا يرجع إلي السيد الدكتور / عاطف عبيد والقوات المسلحة التي رأت الأهمية القومية لهذا المشروع في هذا الوقت . واحتفالات تخرج الكليات العسكرية هو تتويج بإعداد وتعليم وتدريب وصقل لقطاع هام وحيوي من شباب وأبناء مصر . وقد تبنت القوات المسلحة سياسة التطوير والإعداد المستمر للبشر كركيزة لسياسة وبناء جيش قوي يدافع عن سلامه مصر وأمنها وركيزة للسلام الذي تنادي به مصر كسياسة واضحة تلتزم به . وكان طبيعيا وبوعي وإدراك مسئول وبفكر متطور أن يتم إعداد جيش مصر لدخول عصر المعلومات ومسايره التقدم التقني للأسلحة والمعدات في كل المجالات ولتطوير الإنسان القادر والقائد للدفاع عن الوطن ولتأمينه ضد أي مخاطر . الاستثمار المباشر والمستمر في بناء جيش قوي هو احد ركائز الاستقرار والسلام الهامة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي ومن أهم نتائج تقدم الجيش هو المساهمة في تقدم المجتمع من خلال حماية الاستقرار والسلام والديمقراطية والمساهمة في التنمية أيضا ٌ من خلال إعداد قيادات قادرة للمشاركة في هذا التقدم . ومن خلال تصنيع يوظف طاقات الصناعة المصرية ويضيف لها ومن خلال أبحاث تعظم نتائج مؤسسات الأبحاث العلمية ومن خلال نقل احدث التكنولوجيا ومن خلال التطويع المستمر لهذه التكنولوجيا لاحتياجات الوطن وأمنه وسلامته . وقد ثبت لي تميز مشاركه خريجي المؤسسة العسكرية في القطاع المدني وفي المشروعات الوطنية – علما وخبرة وانضباطا – وهولاء الخريجون هم ثروة للمجتمع وهم قاعدة للمعرفة . وإذا كان مجتمع المعرفة يرتكز علي تواصل توظيف بل وتعظيم القدرات العملية والعقلية والعملية لطاقاته فإننا يجب ألا نغفل بل نستفيد بالطاقات العلمية والعملية لمن يخرج من القوات المسلحة ويتقاعد من الخدمة . وهذه دعوه للاستفادة بهذه الطاقات الهائلة للقوات المسلحة " السابقة واللاحقة " واذكر بكل إعزاز وتقدير السيد الفريق إبراهيم سليم مدير الكلية الفنية العسكرية وصاحب الفضل في بنائها وما كان يقوم به – ترجمه لفكر القوات المسلحة – من اجتذاب لأوائل الثانوية العامة من الخريجين وبناء قاعدة للمعرفة والعلوم أصبحت ركيزة للتقدم امتدت إلي عديد من الكليات الأخرى فكرا وتطبيقا ويحصل بها الخريجين علي شهادة في الهندسة وأخري في العلوم العسكرية : والاهم هو ما أسسه – رحمه الله – من عمق الأساس العلمي والعملي لهؤلاء الخريجين وعبر أكثر من 40 عاما أصبحت القاعدة العلمية بالكليات العسكرية قاعدة قومية لمصر كلها في جيشها وفي تنميتها وإذا كان قد أتيح للبعض شرف توظيف ما تعلموه عمليا في المجتمع المدني فان هناك قدرات كثيرة لزملاء لنا بالآلاف قادرون علي المساهمة في كل مجالات التنمية . وقد يري – والدعوة هنا – للمؤسسة المدنية كلها حكومة وقطاعات أعمال ومجتمع مدني الاستفادة من هذه الطاقات البشرية المتميزة ... فهم قاده وإداريون ... وطنيون وممارسون " ملتزمون ومنضبطون ... قادرون علي العطاء بلا حدود ومن تجربتهم الشخصية – والمتجددة – ثبت لي وباستمرار – نجاحهم العملي وهم قدرة وطاقة علمية لمجتمع المعرفة ... مجتمع ذو ذاكره ... ومجتمع هو مجموع نتاج عقول أبناء الوطن ... تحيه للقوات المسلحة وأبنائها في أعياد تخرجهم ... وحماك الله يا مصر .