جريدة الأخبار – الأربعاء 31 يوليو
2013 الأمن القومي للمصريين
مصر في خطر ... والأمن القومي لمصر في خطر ... ليس كل ما يحدث الآن ثورة ... وليس كل من هم في الشارع ثوار ... الثائر يبني ولا يهدم ... الثائر يوحد ولا يفرق ... الثائر يطفئ ولا يحرق ... الثائر يحمي ولا يقتل ... الثائر يعمر ولا يدمر ... الثائر يغير للأفضل وليس للأسوأ ... أحداث الأسابيع الماضية والتي شملت مسيرات لجماعة الأخوان المسلمين وبعض الجماعات الإسلامية توحي بأنها لاستعراض القوة والقدرة علي الحشد بل ولإرسال رسائل واضحة للمصريين والجيش ... من وراء هذا الحشد يدفعون بالوطن إلي أولا : الانقسام ، وثانيا : الصراع ، وثالثا : الحرب الأهلية ، ورابعا : تقسيم الوطن ... المعتصمين وقيادتهم برابعة العدوية وميدان النهضة هم وراء الفوضى والانقسام ومخطط الاستيلاء علي الوطن ... الأمن القومي لمصر في خطر حين يري المصريون سيناء وقد دبت فيها عناصر تقتل فيها المصريين من رجال الشرطة الوطنية المصرية هم أبناء وأخوة لنا وتهاجم فيها منشآت وطنية سواء كانت أقسام شرطة أو شبكات للغاز أم منشآت إنتاجية ... الأمن القومي في خطر حين نري عناصر تحشد وتهرب السلاح والخارجين علي القانون والإرهابيون في سيناء وعلي الحدود السودانية والليبية ... الأمن القومي لمصر في خطر حين نسمع دعوات لنظريات "قديمة" تقسيم مصر لخمسة دويلات أو أن تصبح سيناء حلا أو جزء من حل المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية ... الأمن القومي في خطر حين يشاهد بالعين المجردة في المطارات المصرية والميادين والشوارع المصرية ميليشيات أجنبية وأعضاء استخبارية لا تخفي نفسها أو أحاديثها ... الأمن القومي في خطر حين تستبيح بعض الدول والمؤسسات الأجنبية أرض مصر وتسمح باسم بناء الديمقراطية بتمويل مئات من الفصائل الوليدة دون احترام للدولة والعلاقات الدولية وللقانون الوطني الضروري لاحترام النظام العام والشعب ... تهدف بعض منها لتحويل الوطن إلي "ميليشيات تتقاتل" بدلا من "أحزاب تتنافس" ... الأمن القومي في خطر حين نصمت علي التطرف والإرهاب تحت مسمي الجهاديين ... لا يمكن أن تقبل الثورة أو الشعب المصري الإرهاب كأحد مبادئها أو فلسفتها ... الأمن القومي في خطر حين نتصور أن الثورة قد تحققت وأن المصريون آمنون دون أمن ودون عمل ودون أنتاج ودون تعليم ودون ثقافة ودون خدمات ودون مواصلات ودون عدل ودون إعلام ... البناء أهم من الهدم ، والتقدم ضرورة علي الفوضى ... الأمن القومي في خطر حين نري تظاهرات بلافتات دينية تروع وترهب وتخيف المصريين والثوار والمسيحيين والمعتدلين والليبراليين والتقدميين ... بل تجاوزت إلي محاولة إرهاب وتخويف جيش مصر العظيم ... الأمن القومي في خطر حين رأينا حكومات لا توفر المعلومات للشعب والوطن ولا المناخ الآمن لتقدم الوطن ولا فرصة عمل جديدة لشباب الوطن ... الأمن القومي في خطر حين ينهار الاقتصاد ويضيع أكثر من ستمائة مليار جنية ويتلاشي الاستثمار وتزداد البطالة بأكثر من 3 مليون مصري في عامين وينخفض عدد السائحين الأجانب إلي ما يقرب من 25% والصادرات إلي اقل من 40% ويزداد حجم الدين المحلي إلي رقم غير مسبوق وينخفض رصيد العملات الحرة بما يقرب من عشرة مليارات دولار (دون دعم السعودية والكويت والإمارات) ... الأمن القومي في خطر حين نري ممارسات جماعة الأخوان المسلمين يوميا في الشارع المصري تساهم في زيادة معدل الانهيار بدلا من البناء والتقدم وتساهم في إشعال الحرائق بدلا من إطفائها وتساهم في انقسام المصريين بدلا من لم شمل الوطن ... الأمن القومي لمصر في خطر حيث يكون هناك إصرار للاستيلاء علي السلطة من جماعة الأخوان المسلمين وحلفائهم بالقوة وبالعنف وبالدماء...الأمن القومي في خطر حين تصبح البلطجة والإرهاب الوسيلة لتوجيه المجتمع وسياسته "نحو النموذج اللبناني أو العراقي أو السوري" ...الأمن القومي في خطر حين يستخدم دماء المصريين كوسيلة للابتزاز السياسي والقفز للحكم ... الأمن القومي في خطر حين تتحول قيادات لجماعات دينية ورموز وطنية إلي دعاة لحرب أهلية والجهاد الدموي ... الأمن القومي في خطر حين يترك الرأي العام العالمي دون إبراز حقيقة ما يحدث لثورة الشعب ... ولشعب الثورة ... الأمن القومي في خطر مع كل دقيقة وساعة ويوم تضيع دون حسم وحل سياسي وأمني وعسكري .