جريدة الأخبار – الأربعاء 1 يوليو
2001 المعلومات وصنع التقدم (3)
الانسان هو صانع التقدم وفي عصر المعلومات والمعرفة عقل هذا الانسان هو المحدد الرئيسي للتقدم ،الإنتاج المتميز والخدمة المتميزه تتطلب عقلا متميزا. صقل هذا العقل يجب أن يكون الأولوية الأولي للمجتمع والتحدي هو البقاء ، وأن نكون مشاركين ورواد في مجتمع المعلومات عالميا واقليميا والإ نهمش جزئيا أو كليا كيف يصقل العقل ؟ بمعلم وأستاذ متميز وبطالب وتلميذ متميز ويتحقق ذلك من خلال :
أولا : الاستثمار في قيادات العلم والبحث للغد بإرسال 500 خريج كل عام لأفضل 10 جامعات عالمية للعشرين سنة القادم.
ثانيا : تنفيذ برنامج تطوير كامل للمنهج الجامعي كي يكون خريجونا من أفضل 10 دول في العالم .
ثالثا : تنفيذ برنامج التطوير التقني للتعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي كي يكون تلاميذنا من أفضل 10 دول في العالم.
المعايير واضحة أريد أبناء مصر في عصر المعلومات والمعرفة ان يكونوا من افضل 10 دول في العالم من حيث العلم والمهارة والمقدرة علي التعلم والبحث يتحقق هذا تدريجيا بأن تقفز مصر الي ان تكون من افضل 30 دولة ثم 20 دوله ثم عشر دول الترتيب يرتبط مباشرة بتنافسية مصر وتقدمها.
ما يحدث في السنوات الاخيرة في تعليم وتدريب التلاميذ الاطفال وفي الدول المتقدمة هو شئ مذهل التركيز فيه هو علي صقل العقل وبنائه ومضاعفة الحصيلة التعليمية المعرفية وتخريج انسان يحتاجه المجتمع انتاجا وخدمات وفي هذا يتم إدخال ونشر الحاسبات وتطبيقاتها للمدارس وتشجيع صناعة التكنولوجيا التعليم بجوانبها وبناء بنية تقنية متميزة للتعليم والوسائل المساعدة للمعلم بالإضافة إلى تطوير عملي لاعداد مدرسين عصر المعلومات ولدورهم كمدربين لصقل العقول والمهارات وتطوير مستمر للمنهج والمنهجيات بما يفيد أهداف ومدخلات وواقع العملية التعليمية.
عناصر ومحاور العمل معروفة لدينا في مصر في العشرين عاما الماضية فقد صيغت في استراتيجية التعليم ومبادرات التعليم ولكن القضية ليست قضية قطاع التعليم هي قضية مجتمع يضع علي اولوياته أن نعلم لعصر المعلومات ومتطلباته وليس للعصر الصناعي. ويتطلب تنفيذها تعبئة للمجتمع ككل . لاعظم ما فيه ابناؤنا . هي تعبئة أشبة بالتعبئة للحرب والمعركة واذا كان جيلنا لازال يذكر كيف تنبت مصر عمليا الا يعلو صوت فوق صوت المعركة وعبر الجيش المصري عبورا من هزيمة الانتصار ، والسياسة المصرية من حرب الي سلام الي انفتاح إلي تنمية اقتصادية . فيجب علينا بالمثل التعبئة الكاملة لعصر المعلومات والمعرفة.
التحول الي تحول تاريخي عملي وحتمي عبر القرن الماضي تحولت مصر من الكتاتيب الي المدرسة والجامعة ، وتحول التلقين والتحفيظ الي توفير الكتاب لكل تلميذ حدث ذلك بعد اختراع الطباعة وانتشارها . وكان توفير الكتاب لكل تلميذ هدفا ذات يوم التحول الحالي هو من الكتاب الي الانترنت والحاسبات والي التوفير الرقمي للكتاب والمراجع والمكتبة بل الامتحانات والمناهج ومن خلال المدرسة الالكترونية والجامعة الالكترونية في أي مكان واي وقت وبالطبع مطلوب اعداد المعلم والمدرس والمدرب لهذا الجيل القضية ترتبط بتطوير الانتاجية والفاعلية في مرحلة التعليم كي تضاعف العائد من مخرجاته. فالتسابق هو مع الزمن ايضا.
لدينا 18 مليون تلميذ في 33 الف مدرسة وما يقرب من مليون مدرس ومن جهة اخري لدينا اكثر من 100 شركة تنتج برامج للتعليم ولدينا 1000 مركز للتدريب ولدينا بنية اساسية رقمية متميزة و 70 شركة للانترنت يقود كل هذه الشركات شباب وقيادات واعدة بل لدينا ايضا وزير للتعليم لعصر المعلومات يؤمن به ويعبئ الجهود لتحقيق التقدم ورئيس وزارء مؤمن بالتعليم والتلميذ وبادخال 500 الف حاسب هذا العام لقد تم بكل انصاف الكثير جدا في العشرين عاما الماضية واضافة لما تحقق المطلوب الان هو تعبئة المجتمع لتحقيق الهدف . ومن اليوم تري مني سيتم الانتهاء من مرحلة العبور ويصبح في متناول كل تلميذ وطالب في كل مدرسة وقرية استخدام كاف للحاسب وللانترنت ومنهج ومعلم حتي يدخل ابناؤنا عصر المعلومات .
هل سيتحقق ذلك مع عام 2005 او 2008 او 2010ام 2020 كل يوم تأخير معناه ملايين تضيع بل عشرات الملايين من الدولارات من الدخل القومي لأمة غنية بالعقول هي أساس صنع التقدم.