هناك أيام وساعات يعيشها الإنسان وهناك أيام وساعات لا يذكرها على الإطلاق ، وسأتذكر وسيتذكر أعضاء لجنة التحكيم لمسابقة بترسبرج العالمية يومين قد عشناهما حيث كان التفاعل بين اللجنة نحو اختيار المتميز من المرشحين على مستوى العالم في أول عام للجائزة والتي ستعلن نتيجتها في بلدة بترسبرج بألمانيا بالقرب من بون في أواخر شهر يونيو القادم وكانت اللقاءات حافلة والإعداد متميزاً واستهدف تحديد أهم اعمال ساهمت في التنمية باستخدام تكنولوجيات المعلومات . وبذل أعضاء لجنة التحكيم جهداً كبيراً للوصول بقناعة لأفضل الاختيارات وكانت لفتة كريمة من رئيس حكومة مصر الأستاذ الدكتور / عاطف عبيد ترحيبه ولقاؤه مع رئيس وأعضاء اللجنة وكانت فرصة للتذكرة بما قامت به مصر منذ الثمانينات وتحدياتها اليوم وتواجد اللجنة في مصر هو رمز وتقدير وتواجد مصر كمكان وزمان واستضافة هو تعريف ومشاركة وتواصل وتفاعل بل هو تعبئة لشباب مصر وقطاعات مصر العامة والخاصة للتنافس والتميز العالمي .
وقد استكمل أعضاء لجنة التحكيم اجتماعاتهم يوم الأحد الماضي في رحاب مكتبة الإسكندرية وبحفاوة ودفء وضيافة تأثر بها الجميع . واتخذ القرار النهائي بإجماع الأعضاء ويتبقى أن يعلن السيد / جيم ولفونسن مدير البنك الدولي وعدد من قيادات العالم النامي مساء يوم الأحد 27 يونيه القادم . وكان الترحيب بالغاً من د . اسماعيل سراج الدين وفريقه الفاعل د . مجدي ناجي ، د / نهى عدلي ، السفير طاهر خليفة بل وشباب العاملين في المكتبة وهم نموذج مشرف لأبناء مصر بل ولافت ومبهر في التخصصية وفي الرغبة في العطاء بل أن معظمهم في العشرينات وكمصري فرحت بأبناء بلدي وفخرت بقيادات من بلدي وتساءلت لماذا هذه الازدواجية ؟ شباب يفرح – يعمل ويبني ويلفت الأنظار - بكل موضوعية - وآخرون يضيعون أسم مصر وسمعة مصر في تنظيم كأس العالم أو غيرها . وتساءلت أيضاً وأنا أحد المتحيزين موضوعياً لمكتبة الاسكندرية متى يمكن أن تكون قطباً للمعرفة ؟ وهي رؤية ورمز في عالم تتشابك وتتواصل به وتتفاعل فيه المعرفة ديناميكياً ، فهي مثل مجموعة من شبكات – مثل الانترنت – لها مراكز وأطراف تغطي العالم جغرافياً بما فيه من المكتبات ومؤسسات وبشر ومراكز معلومات وإعلام وغيرها ... ببساطة أن تكون مكتبة المكتبات ... ومرجع المراجع ... وجامعة الجامعات ... وبوابة العلوم والأبحاث والوثائق ... وشاشة الإعلام ... ومتحف المتاحف ... بل لكل مصادر المعرفة المتغيرة ، متى يمكن أن تصل الى ان تكون قطب المعرفة وإذا كانت المحاور الأربعة التي تعمل عليها المكتبة هي : (1) أن تكون نافذة العالم على مصر ، (2) أن تكون نافذة مصر على العالم ، (3) ان تكون مكتبة العصر الرقمي الجديد ، (4) ان تكون ركيزة للتواصل والحوار ... فما الذي ستكون عليه عام 2015 ، 2030 وما يلي ذلك .
قطب المعرفة هو مكان يتوجه له الإنسان للحصول على المعرفة !! وإما أنها متاحة بداخله أو أن يمكن عن طريق عنوان الوصول اليها في مكان آخر ... مكتبة أخرى أو مركز معلومات آخر ... أو شخص ذي خبرة ومعرفة . إن (1) رمزية مكتبة الإسكندرية للبشرية ، (2) وموضوعية الأهداف الموضوعة لها ، (3) وإتاحية الإنترنت ، (4) وتوافر البنية التقنية ، (5) وتوافر الرغبة الأكيده لقيادات المعرفة عالمياً علماً وعملاً وخبرة وممارسة (6) وتوافر جسور وقنوات الترابط العملي والمعرفي (7) وتوافر القيادات والإدارة والشباب والإدارة المتميزة ... تجعلني أرى بداية تكون قطباً للمعرفة في عالم متشابك ومتكامل ... علينا جميعاً المشاركة في نموه وبنائه ... رأيتها في حماس الأجانب وعيون المصريين ... وللحديث بقية