جريدة الأخبار – الأربعاء 1 يونيو
2005 صناعة عربية وشراكة عالمية
أين نحن الان واين سيكون عالمنا العربى بعد عشر سنوات ؟ عدد سكان العالم العربى تجاوز 300 مليون نسمة يعيشون فى 22 دولة وصل الناتج المحلى الاجمالى للدول العربية فى عام 2003 الى 733 مليار دولار . وبالتالى يكون نصيب المواطن العربى من الناتج المحلى الاجمالى " أو متوسط دخل الفرد العربى " يصل الى 2492 دولار أو بالتقريب 2500 دولار وقد زاد الناتج المحلى الاجمالى فى عام 2003 الى 9.1% عن العام الذى سبقه الا أن معظم هذه الزيادة نتيجة لاستخراج موارد أولية معظمها البترول والغاز من داخل الارض العربية ومن رصيد الاجيال القادمة وعلى وجه المثال القيمة المضافه السنوية بالمليار دولار للصناعات الاستخراجية منذ عام1996 الى عام 2003 هى 129، 132 ، 5.90 ، 119، 190، 165، 166، 204 مليار دولار بينما قيمة الناتج الصناعى من الصناعات التحويلية بالمليار دولار فى نفس السنوات هو 62، 5.66، 67، 70، 74، 5ر75 ، 79 مليار دولار ومن ثم يصل اجمالى القيمة المضافه لقطاع الصناعة فى عام 2003 الى 283 مليار دولار وهو مجموع ما يستخرج من الارض وما يتم تحويله فى صناعات ومصانع فوق الارض ويشمل ذلك الصناعات التحويلية بأنواعها مثل الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية ، والصناعات الغذائية ، صناعات الملابس والمنسوجات وصناعات الالات والمعدات وغيرها . وقد وصل حجم العمالة فى عالمنا العربى الى 110 ميلايين عامل . ويصل متوسط نصيب الفرد العربى من القطاع الصناعى بالدولار مجازا الى 974 دولارا منها 704 من ا لصناعات الاستخراجية " الغاز والبترول " ومنها 270 دولارا فقط من الصناعات التحويلية وهو ما ينتج فعلا ويضاف كقيمة تصنيعية 000 وهذا رقم متواضع للغايى اذا ما قورن بنظيره فى الدول المتقدمة واذا ما قورن بمتوسط الدخل فى معظم الدول العربية … فأكثر من 80% من سكان العالم العربى يعيشون اقل من 2500 دولار سنويا وهم الذين ليس لديهم صناعات استخراجية " بترول أو غاز " فائضه . بينما تتراكم الثروات نتيجة للارتفاع الكبير فى سعر البترول فى الدول المنتجة للبترول . والسؤال المطروح اليس من الواجب والمسئولية والحكمة والامانة ان يوظف هذا الفائض من المال فى بناء صناعات تحويلية تستفيد من الميزات النسبية لدول عالمنا العربى وتنطلق به مما هو فيه الى المنافسة بل والشركة العالمية واليس من الواجب والحكمة والامانة عى الدول العربية التى فى احتياج للاستثمارات الاجنبية ان تخلق المناخ الجاذب والامن والعادل لهذه الاستثمارات … نحن نريد مالا يستثمر ويحترم ويقدر ولا نريد مقامرين أو انتهازيين أو اغنياء حرب . نريد من ينمى ويضيف بهويه وفكر وعقل وقلب عربى .سيصل عدد سكان العالم العربى الى 400 مليون نسمة مع عام 2017 أى بعد 12 عاما وسيحتاج الى اضافة 50 مليون فرصة عمل … واكرر " خمسين مليون فرصة عمل " . اذا افترضنا ان تكلفة فرصة العمل الشاملة تترواح بين عشرة الاف واربعين الف دولار فاننا سنحتاج الى 500 مليار دولار " نصف تيرليون " الى 2000 مليار دولار " 2 تيرليون دولار " لخلق فرص عمل اضافية وللحفاظ على معدلات البطالة الحالية فى معظم الدول العربية … من أين ستوفر أمة العرب المال اللازم لخلق فرص عمل جديدة ؟ وما سيكون حال العالم العربى فى حالة عدم الاهتمام بخلق فرص عمل جديدة حقيقية ؟ وهل تستطيع معظم الحكومات العربية بأنماط عملها الحالية ان تلبى هذا الاحتياج ؟ وهل هى مسئولية الحكومات فقط أم مسئولية قطاعات الاعمال ؟ وهل لدينا قطاعات ورجال الاعمال القادرون على خلق 50 مليون فرصة عمل بفرض وجود حكومات مساعدة صادقة فاعلة ؟ وهل لدينا المناخ الدافع لمؤسسات الاعمال والقادر على تشجيعها على التنافس العالمى وليس فقط الداخلى ، وهل لدينا المعلومات والشفافية والعدالة وسرعة التقاضى والحوكمة والاصول ؟ وهل لدينا القاعدى العلمية والبحثية والتقنية المؤازرة للصناعات والدافعة للاختراع تقنيا أو للتمييز تسويقيا وتفضيليا باسم المنتجات بعينها تغزو العالم ويدفع المستهلك قيمة هذا الاسم التجارى ؟ السؤال المطروح بهدوء اين العالم العربى والمواطن العربى والفكر العربى من بناء صناعة عربية … عالمية التنافس ؟ لن يحدث التقدم بالخطاب الغوغائى أو بالسلاح والقتل … لن يحدث التقدم بفكر الفقر سيحدث التقدم بالاستقرار والامن والامان ، وبالرؤية والمعرفة والمعلومات ، وبالديموقراطية والاصلاح والعدالة … وبالايمان والعلم والعمل … وعلينا ان نسرع الخطى ولدينا القدرة والرؤيه والعقل والسواعد … وللحديث بقية .