جريدة الأخبار – الأربعاء 3 يونيو
2009 رسالة للرئيس أوباما
مصر بوابة السلام ... بشعبها وأرضها وقيادتها ... وقد كان اختيارا موفقا للرئيس أوباما وفريق عمله وللدبلوماسية المصرية الأمريكية أن تكون القاهرة مكانا لخطابه للعالم الأسلامى لثقلها الثقافى والدينى فى العالم العربى والأسلامى . هذه الخطوة الهامة سرعان ما ساهمت فى موجات متتالية من التفاؤل والآمال للأسباب منها اولا : أهمية تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي والمسلمين بين الشرخ الكبير لما احدثته السياسية الأمريكية بقيادة الرئيس السابق جورج بوش ، وأهم ما يسعى اليه الرئيس أوباما هو اعادة الاحترام المتبادل والتعاون والتفاهم مع العالم الاسلامى . وثانيا : ضرورة العمل على إنحسار الصراعات الإقليمية سواء كانت فى أراضى الدول الإسلامية أم العربية بدءا من افغانستان وإيران الى العراق وفلسطين ولبنان ... ويتسائل الشارع العربى والإسلامي عما سيجنى من هذا الخطاب . فهل هو للإعلان والإعلام ؟ وما هو جوهر هذا الخطاب ؟ هل سيكون خطاب للسلام أم للإسلام أم كلاهما ؟ هل سيكون بداية لعودة الأمل للعرب والمسلمين بعد ثمانى سنوات – برزت – من الكراهية والعنف والعداء والصراع مع الرئيس بوش ؟ هل سيعـــود العالم لمسيرة التفاهم والتعاون ، والتنمية والتقدم أم أن العالم سينزلق فى براكين الحروب والصراعات وأمراء الحرب وتجارة وصناعة السلاح ؟ الشارع العربى والإسلامي ينتظر من الرئيس أوباما أن يكون رجل الأمل الذى أشاع الفرحة عبر فضائيات العالم بخطابه وانتخابه وببرنامجه للتغيير . ثالثا : هل سينجح فى تغيير نظره المسلمين والعرب لأمريكا ؟ وهل سينجح فى تغيير نظرة الإمريكيين للعرب والمسلمين ؟ وكيف ؟ ومن الذى سيعبئ ويتحمل تكلفة هذا التغيير ؟ لقد عاش الأمريكيون ما يقرب من عشرة سنوات يسمعون كل ساعة من ساعات النهار – وكل أيام الأسبوع – مسلسلات متتالية من الكراهية للإسلام والعرب مما رسم صورة غير مرضيه وغير مقبولة سواء للدين "الإسلامي " أو للإنسان "العربى" ترى ماذا سيفعل الرئيس أوباما لاعادة أمريكا الى عقلها ورشدها ومبادئها . ورابعا : يتسائل الشارع العربى على خطاب أوباما وعلى ما سيلى خطاب أوباما ؟ ببساطة ماذا سيجنى من خطاب أوباما ... هل سيجنى سلاما واستقرارا لأبناء دول المنطقة ؟ هل سيجنى قدرات أكبر للشعوب والدول فى أن توجيه مواردها المحدودة الى تعليم افضل لابنائها ؟ والى رعاية صحية أوسع لشعوبها ؟ هل ستجنى شعوب المنطقة شراكة أكبر للاستثمار والتصنيع والتعمير وخلق فرص عمل كيانات اقتصادية كبيرة وشركات صغيرة ومتوسطة ... العالم العربى يحتاج فى العشرين عاما القادمة خلق مائة مليون فرصة عمل تتكلف ثلاث تريليون دولار ومائة الف مدرسة جديدة ومائة مدينة جديـدة تسع مليون من السكان ومستشفيات وطرق ووسائل نقل وغيرها . وخامسا : يتسائل العالم العربى بل والاسلامى ؟ ماذا سيفعل بخطاب أوباما عمليا وكيــف سيشارك فى التوجه الى طريق البناء والنماء بدلا من الحروب والصراعات ؟ هل ستكون مشاركة فى تقدم مجتمع ؟ هل يمكن ان يوضح برنامج مارشال جديد للمنطقة لتنمية الدول ولتقدم الشعوب فى إطار الاحترام والتعاون والعدالة والتكافؤ وتوطين التقدم والعلم والتقنيه وبناء الطاقات البشرية والانسانية واحترام الأديان وحقوق الانسان . وسادسا : يتسائل الشارع العربى والاسلامى للرئيس أوباما متى ستقود أمريكا حل قضية فلسطين ؟ ومتى ستعيد الاستقرار وترحل عن العراق الشقيق ؟ ... يتسائل الشارع العربى متى سيكون هناك تكافؤ فـى العلاقة المشتركة امام التحيز الكبير للسياسة الامريكية مع اسرائيل ؟ . وسابعا : يتسائل الشارع العربى متى ستعود امريكا حلما للشباب من كل العالم والى كل عالم ؟ ومتى سيعود لها ما نادت به من مبادئ للديموقراطية والحرية وحقوق الانسان ومنع العبودية وحرية العقيدة والتسامح مع الاديان والتكافؤ والعدالة والسوق الحر وغيرها من مبادئ أثارت شهيه بل وفكر اجيال من كل انحاء العالم ؟ . وثامنا : يتسائل الشارع العربى والاسلامى عن خطة الطريق المشتركة لاعادة هذا العالم الى رشده وهذه المنطقة الى العالم ... يتسائل الجميع عن اليوم التالى للخطاب ... واتسائل بعدما تذهب الاضواء كيف نعيد الابتسامة لطفل عربى ولطفلة مسلمة ستشاهد الأمل وعنوان التغيير على شاشات التليفزيون من القاهرة ... وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com