جريدة الأخبار – الأربعاء 25 مايو
2011 آمال الوطن ... وصفر الحوار
شرفت بثلاث لقاءات خلال هذا الأسبوع الأول حول "رؤى نحو نهضة مصرية جديدة" نظمته جمعية المعماريين المصريين بدار الأوبرا المصرية وحضره نخبه من أهل العلم والعمل وكان لقاءا ممتعا حضورا وفكرا وصحبة وأشرف علي أعداده المهندس/سيف الله أبو النجا ... وبعد انتهاء كلمتي وكلمة الدكتور/أسماعيل سراج الدين والنقاش الذي أداره الدكتور/سيد التوني شعرنا جميعا بقدرة أبناء الوطن العملية والموضوعية علي صياغة وتنفيذ "مشروع النهضة والتقدم" وشمل ما تحدثت فيه أولا : انه يمكن لمصر لو تحققت الإرادة أن تكون دولة متقدمة في خلال 20 عاما (وهناك مشروع محدد بذلك) ، وثانيا : انه يمكن لمصر – لو تحققت الإرادة – أن تكون من أفضل عشرة علي مستوي العالم في التعليم بدلا من ذيل القائمة لثلاثين عاما ، وثالثا : أن مصــر يمكنها أن تقضي علي الفقر المدقع في عشر سنوات والفقر الحالي السائد في 15 سنة ، ورابعا : أن مصر يمكـن أن تقضي علي الأمية في خمسة سنوات ، وخامسا : أن مصر يمكن أن تضع رؤية وإطار لـ 2050 و 2030 ثم الي برنامج تنفيذي لإنقاذ الوطن حاليا وانطلاقته حتي 2020 ... وأستعرض د/إسماعيل في عرض ممتع ما هو مطلوب للخروج من الأزمة الحالية ودار بعد ذلك حوار استمتعت به مع النخبة المشاركة من الثروات العقلية والوطنية .
وفي لقاء آخر مع اتحاد طلاب جامعة القاهرة رأيت مصر بصدق وقلوب ونقاء شبابها ... فخورين بالثورة والحرية والكرامة وسعداء بالأمل ... ينادون اسمعونا ... سمعتهم يطلقون صرخات تحذير متتالية في أسئلة حول المشاركة حيث عرفت انه لا يتم دعوتهم إلي الحوار الوطني رغم أنهم أول اتحاد طلاب منتخب بعد الثورة وعصور الظلام ... واتسائل هل الذي يدعى للحوار هو الأعلى صوتا أو الأكثر عنفا أو الأكثر تفرغا للسياسة والاعيبها !! ... ويتسائل الشباب عن أسباب الانهيار الاقتصادي وتوقف الإنتاج والحلول اللازمة للخروج مما نحن فيه ... وعبر الطلاب عن إحساسهم بعدم الأمان والقلق وتسائلوا هل هناك من يعمل علي عدم استقرار البلاد وهل هم فلول النظام السابق أم أنهم تيارات دينية بعينها أو جهات خارجية وعبر الطلاب عن عدم ثقتهم في تصريحات المسئولين الحاليين ، وسياسات التعتيم التي تتبع وفوضي المعلومات بعد سقوط النظام السابق وأجمع أكثر من 80% من الطلبة علي سوء وسائل الإعلام والفضائيات والصحف والبرامج والموضوعات التي تنشر يوميا ... وأثار الطلبة إلي غياب القيادة اللازمة لاستثمار الثورة وتحويلها إلي تقدم وبناء وأكدوا إلي ضرورة ترجمة الوعود البراقة والأفكار إلي تنفيذ يشعر به كل مصري .
أما اللقاء الثالث فهو ما سمي بالحوار الوطني وأسفت لحضوره وذكرني "بصفر المونديال" ... وإذا كان هذا اللقاء هو خلاصة الحوار الوطني فأنا أشارك المصريين في القلق علي هذا الوطن ... ما حدث مهزلة لأن الحضور لا يعبر عن الوطن من أسوان للإسكندرية ومن السلوم إلي رفح لا فكرا ولا خلقا ولا تحضرا ولا موضوعية ولا سماحة ... لقاء نهضة مصر كان به عقول الوطن ولقاء اتحاد طلاب جامعة القاهرة كان به قلوب الوطن ... رسالة اللقاء الأول أننا كمصريين قادرون علي إعداد وتنفيذ مشروع التقدم والنهضة للوطن وذلك بتفاعل نقي حضاري علمي وعملي بين أبنائها كي نخرج من متاهات وأزمات الحاضر ... ورسالة لقائي مع اتحاد طلاب جامعة القاهرة أن القاعدة العريضة من شباب مصر لازالت مهمشة – حتى بعد الثورة – ومن هم علي الساحة لا يمثلوا القاعدة العريضة التي يجب أن تشارك ... أما لقاء صفر الحوار الوطني فهو مثل المونديال لا يعبر شكلا وموضوعا عن الوطن ... ما يحدث يتطلب قيادة سياسية وتنفيذية إن تبرز لإنقاذ الوطن وإدارة المجتمع ... أولا للخروج من الأزمة والانهيار وثانيا لخطة المائة يوم القادمة وثالثا للمرحلة الأولي للديمقراطية بعد الثورة ورابعا لمشروع النهضة والتقدم .