جريدة الأخبار – الأربعاء 13 يوليو
2005 مكتبة الاسكندرية واتحاد المكتبات الرقمية العالمى
اعيد بناء مكتبة الاسكندرية وتم افتتاحها عام 2002 واعيد بذلك احياء دور هام لها حيث كانت منارة للمعرفة والعلم والتعلم بدأت من ثلاثة قرون قبل الميلاد وانتهت بعد اربعة قرون بعد الميلاد … قد حدد مجلس الامناء مهام مكتبة الاسكندرية وبقيادة السيدة الفاضلة سوزان مبارك وعضوية نخبة من الشخصيات العالمية لتكون (1) نافذة مصر على العالم . (2) نافذة العالم على مصر . (3) مكتبة لعصر المعلومات والمعرفة . (4) مركز عالمى للحوار . وقام د.اسماعيل سراج الدين وفريقه الشاب عمرا وفكرا وعملا بتحويل الصرح المعمارى الى منارة نزداد اشعاعا واطلالا يوما بعد يوم من الاسكندرية لمصر اطلاعا وفكرا وثقافة ، وللعالم العربى حوارا ولقاءات واصلاحا ، واخيرا تم دعوة مكتبة الاسكندرية ولفريقها . واتحاد المكتبات العالمية … وهذا شرف العمل وتقدير لمكتبة الاسكندرية ولفريقها واتحاد المكتبات الرقمية هو تجمع يرأسه الان السيد/مايكل كيلر وهو فى نفس الوقت يرأس مكتبة جامعة ستانفورد ويضم فى عضويته كبرى المكتبات العالمية مثل المكتبة البريطانية ومكتبة كاليفورنيا الرقمية ومكتبات جامعات كارنجى ميلون وكورنيل وهارفارد وانديانا وجون هوبيكنز وجامعة الـMIT وبرنستون وميتشيجان وبنسيلفانيا وتكساس ويل وتضم ايضا مكتبة نيويورك العامة ومكتبة الكونجرس ودار المحفوظات الامريكية وغيرهم . وهذه مؤسسات كبرى تضم ملايين الكتب والمراجع العلمية وتوفرها فى صورة رقمية تعنى سهولة ويسر تخطى اول عقبة فى التحول الى العصر الرقمى ثم لعصر المعلومات ثم لمجتمع المعرفة . وتخيل القارئ ما يضاف له من كتاب يقرأه فيما لو اتيح له الف كتاب أو مليون أو ملايين المراجع… !! هل يمكن أن يتحول العلم والمعرفة من الكتاب والبحث الورقى الى اساس رقمى ان يتم وضعه داخل حاسب ثم على الانترنت بحيث يستطيع القارئ أو الباحث الحصول عليه والرجوع الى الاساس سواء كان فى كلية بجامعة اسيوط أو بجامعة القاهرة أو بمكتبة الاسكندرية أو فى مكتبة جامعة هارفارد أو بالمكتبة البريطانية … هذا التحول هو بداية لعصر جديد ووجود مكتبة الاسكندرية مع هذه المكتبات العالمية هو بداية سعيدة لجهد وعمل ، أولا : للتحول الرقمى فى داخل المكتبة لكل وثائقها ، وثانيا : للمساهمة فى الدعوة بل ولتشجيع استكمال التحول الرقمى لمصر فى قطاعاتها (والذى توقف لعدة سنوات) ، وثالثا : لتحقيق الترابط مع من سبقنا من العالم المتقدم وتحول رقميا بالفعل لاتاحه قنوات لنشر المعلومات للمواطن والباحث عن قاعدة المعرفة العالمية الموجودة فى هذه المكتبات . لقد وعدت مكتبة الاسكندرية بالتحويل الرقمى الـ 15 الف كتاب سنويا وتأمل الانتهاء من ذلك فى اسرع وقت . وقد يرى د/اسماعيل سراج الدين ، د/مجدى ناجى ، د/نهى عدلى (دينامو المشروع) وفريق الانجاز ان يشمل ذلك اكثر من 60 الف وثيقــة للوقائع المصرية تم تحويلها رقميا منذ اكثر من 15 عاما ، وعشرات من قواعد البيانات الرقمية شملت حتى المخطوطات بدار الكتب والمكتبات المصرية والعالمية تم تنفيذها ، اريد مكتبة الاسكندرية هرما رقميا ونهرا للمعرفة – وأنا متحيز لها وللعاملين فيها موضوعيا – وفى تطور اخر انضمت مكتبة الاسكندرية الى تجمع اخر لمشروع اعلنت عنه جامعى يل ، (1) لبناء بنية رقمية للمحتوى فى جامعات الشرق الاوسط ، (2) للتحول الرقمى للدوريات عن الشرق الاوسط ، (3) لبناء طاقة بحثيه الكترونية باللغة العربية للمحتوى العربى ، (4) لتنمية البروتوكولات التكنولوجية لتسهيل الاستفادة بين المكتبات ، ويشمل المشروع ايضا تعاون مع احدى الجامعات الالمانية والهولندية ومؤسسة لبنانية ومطبعة جامعة اكسفورد . هذه امثلة لمشروعات عديدة لكل منها غرضها والمستفيدون منها تمثل كل منهما حجرا فى بناء هرم تقنى وأريد لكل المصريين الاستفادة بهذا النهر المعرفى لاضافة رشاد وحكمه لطريق الحياة والتقدم لنا كمجتمع وللانسانية فى عالم اصبحت احداثه واخباره اليومية تتناقض مع المعرفة وتهدم انسانيته وتدعو العقلاء الى البحث عن طريق وانهار المعرفة … وللحديث بقية