جريدة الأخبار – الأربعاء 10 يوليو
2013 مصر ... بين الوحدة والانقسام
مصر التي اعشقها ليست مصر التي نعيشها ... مصر هي أرض السلام والمحبة ، والأمن والآمان ، والرحمة والإيمان ، والعمل وعبادة الأديان ... هل سيتحول الوطن للبناء والتقدم أم سيستمر في الهدم والانهيار ... الكل يتصارع ويزايد علي مصر باسم الثورة أو باسم العهد الجديد ... مصر تتصارع بين الوحدة والانقسام أو بين الاستقرار والعصيان وبين البناء والهدم وبين "الشرعية" الثورية وبين الدولة "الشرعية" ... في يوم 25 يناير 2011 ثار بل أنفجر شعب مصر فيما سيـؤرخ بالثورة الأولي ... وفي 30 يونيو 2013 ثار شعب مصر واحتشد في كل ميادين مصر ماعدا الأخوان المسلمين في أكبر حشد وثورة سلمية عرفها العالم في تاريخه ... خرج في هذه الثورة ما يزيد عن 30 مليون مصري يعبرون عن رفضهم نموذج حكم الإخوان المسلمين للإسلام السياسي بعد تجربته المريرة خلال عام وخلال أكثر من عامين من محاولات المشاركة الوطنية ... ما رأيناه في مصر يدعو بوضوح ودقة إلي صحوة كل المصريين لحماية الوطن والدفاع عن مصر ... المشهد المصري الحالي غاية الخطورة وبدقة شديدة يشمل ما يلي أولا ثورة تاريخية تعبر عن شرعية الشعب غير مسبوقة نقية وسلمية لغالبية أبناء الوطن . ثانيا تصور خاص بالإخوان المسلمين بأنهم يمثلون مصر ومصلحة مصر وأبناء مصر ومستقبل مصر . ثالثا تمسك شديد بحكم مصر كركيزة لتحقيق حلم العمر لهم في خلافة أسلامية إقليمية . رابعا التهديد بقتل وتدمير كل من يقف في تحقيق حلم الأخوان . خامسا تزييف وأكاذيب إعلامية غربية وإقليمية لما يحدث في مصر . سادسا دعـم أمريكي وبريطاني وقطري غير محدود للإخوان المسلمين . سابعا تحالف بين حماس وفصائل الإخوان المسلمين . ثامنا إدعاء بأن ما يحدث في مصر بأنه انقلاب عسكري علي الشرعية ولكنه في الحقيقة شرعية لثورة أغلبية الشعب في كل الميادين . تاسعا دعوات واضحة للحرب الأهلية . عاشرا اتفاقيات سرية تتكشف يوما بعد يوم عن علاقات الإخوان والغرب من جهة ومع رموز قطر من جهة أخري ... التساؤل الدقيق هل ستتحول مصر إلي طريق البناء والتقدم أم الهدم والانهيار ... هل ستتحول إلي نموذج للديمقراطية الحضارية أم أنها ستتحول إلي النماذج السورية والعراقية ... التقدم والبناء هو ركيزة الشرعية لأي حكم والدم والدمار هو زوال هذه الشرعية ... ثورة 30 يونيو 2013 هي شرعية شعب ... هي نتيجة مباشرة لتصور الأخوان المسلمين أن مصر ملكهم وحدهم دون أن تكون "ملك كل المصريين" ... شبابه وشيوخه ، رجاله ونسائه ... مسلمين ومسيحيين ... أخوان وسلفيين ، نخبه وأميين ، عمال وفلاحين ، فقراء ومقتدرين ... بوادر الأمل تأتي من اتجاهات للمعتدلين تدعو لتوحيد الوطن وتحلم بتوحيد الثورات ومفهوم وحكمة أن تكون مصر "ملك كل المصريين" ... مشارف الخطر تأتي من صقور المتطرفين في كل اتجاه لتفجير الثورات تصورا أن مصر يمكن أن تكون لفئة دون أخري . مشروع النهضة والتقدم أساسه الوحدة والمصالحة وتكامل الثورات لشعب ينادي ثائرا وطنية - سلمية - مدنية - ديمقراطية - وحرية ... مشروع التقدم هو فريق وطن موحد يتكامل من أجل التقدم والتنافس والانطلاق إلي النهضة ... يتحاور من أجل سياسات أفضل واستراتيجيات أعمق ومشروعات أكثر جدوى لكل المصريين بحرية وديمقراطية ، واحترام وتعددية يحترم فيها ويسمع فيها صوت ورأي الأكثر ضعفا واحتياجا ، احتراما واسترشادا ، ووحدة وتكامل من أجل تقدم مصر ونهضتها … مصر "ملك لكل المصريين " هي مبادرة للوحدة والمصالحة والانطلاق بوطن للنهضة والتقدم .