جريدة الأخبار – الأربعاء 13 يوليو  2003
الثقافة العربية فى عصر مجتمع المعرفة (2)

التقيت بنخبه من المفكرين المصريين والعرب في جلسة عن " الثقافة العربية في عصر مجتمع المعرفة " ضمن مؤتمر الثقافة العربية والذي تم تعبئته حول موضوع الساعة " نحو خطاب ثقافي جديد من تحديات الحاضر إلي أفاق المستقبل " وبدأ اللقاء بما أسماه الدكتور / محمود محفوظ الاستفزاز الفكري حول مجتمع المعرفة وواقع العرب وأفاق المستقبل ... وأضاف عالمنا الجليل الدكتور محفوظ أن أهم الأولويات هو الاهتمام بالمرأة في سن الإنجاب من سن 15 إلي 45 سنه والمحو الكامل لاميتها في 7 سنوات ... واستطرد عن أهميه سلامه تكوين العقل البشري في الأمة العربية وهو عقل الأجيال القادمة وإننا لا يمكن أن نضمن هذه السلامة دون أم عربيه تقرأ وتكتب ... إن العقل يبدأ تكوينه سابع يوم بعد تكوين البويضة المشكلة للجنين في بطن إلام , ويستمر ذلك باعتماد علي الأم لمدة سنتين بعد الولادة " فترة الرضاعة " بأجمالي سنتين وتسعة أشهر تقريباٌ , ثم بعد ذلك يعتمد العقل تدريجيا علي الخلايا العصبية التي يتم تكوينها , ويليه احتضان الأطفال وتربيتهم وتدريبهم وهي مراحل ثبت أنها مراحل الإبداع المبكر والتحصيل .

كما أكد علي مدي أهمية مبادرة تعليم الفتيات التي أعلنتها السيدة / سوزان مبارك والتي تواجه بها تحدي التحديات . والمرأة الأم في نظر دكتور / محفوظ – واتفق مع سيادته – تماما هي أول واهم الأولويات" وفي نظري – أضافه إلي ما أشار إليه – أنها المسئولة الأولي عن التنمية البشرية لوحدة التنمية الرئيسية وهي الأسرة , وهي مسئولة أيضا عن مجتمع المستقبل كله " أبناء اليوم " وإعدادهم العقلي والفكري ورعايتهم الصحية والنفسية وتدريبهم ... ولا يمكن أن يتم ذلك بالجهل والأمية ... الجهل يفرز التطرف . والتطرف يدمر التنمية والاستقرار ... مجتمع المعلومات ومجمع المعرفة الذي ننشده يتطلب الاعتدال والاستقرار ونحن بحاجة إلي خطاب جديد .. قد يكون ثقافي المولد ولكن يجب أن يكون سياسي واقتصادي واجتماعي التوجه, ينقل الأمة العربية من اليأس إلي القدرة ... ومن الشلل إلي الحركة ... ومن الضعــف إلي القوة ... بالأمــل والعمل , وبالرشد والفكر , وبالعقل والإبداع .

وتطرق الدكتور / احمد بشارة من الكويت إلي ثلاث ركائز يجب أن يتضمنها الخطاب الثقافي الجديد هي , أولا : مجتمع يشجع الإبداع فهل نحن قادرون علي الإبداع أم متخصصون في النقل والتقليد ؟ وثانيا : الملكية الفكرية , وتساءل عن إمكانية أن يحترم نتاج العقل والإبداع في عالمنا العربي أم سيظل قمم التميز في المجتمع هم فقراؤها وهل يمكن أن ينتج الفقر الإبداع والتطور المنشود ؟ وثالثا : متاريس الموروث الديني ... وهل يمكن مواجهة قضايا التطرف ومشاكل الجنس لدي الشباب وهي فــي الأساس مشاكل اقتصادية واجتماعية ؟ وفي مداخلة للدكتور / وسيم السيسي وبهدوء وبلاغة تحدث سيادته عن , أولا: ضرورة التوازن بين الخطاب الديني والعلمانية , وثانيا : عن ضرورة قراءة لتاريخ فالتاريخ يعيد نفسه والشعوب والحكام لا يقرأون؟ وضرورة أعاده كتابة التاريخ وثالثا : عن ضرورة إتقان اللغة الأم"هو فى حالتنا العربية". ورابعا : عن ضرورة إتقان لغة أجنبيه " علي الأقل بتميز " وخامسا : الإلمام والاكتشافات العلمية وسادسا : الإلمام بالمذاهب والعقائد المختلفة , وغرس السماحة في المجتمعات .

وأثار المفكر الكبير : السيد ياسين قضايا نشر المعلومات والتجارب الإقليمية في مجال المعلومات والتقدم ومنها مصر وتونس ودبي . وأثار الدكتور / احمد صقر عاشور محور رأس المال الفكري والمعرفي وضرورة بناء مؤسسات عصر المعرفة وإعادة هيكلة ما هو موجود وأثارت الدكتورة أمنية عامر قضية تصنيع المعرفة والفجوات الواسعة في واقعنا العربي , وأشار الدكتور / محمود المناوي إلي قضية التعريب واللغة العربية كأولوية . فالشارع العربي لا يعرف الإطلاع نتيجة لفجوة اللغات الأجنبية ... كل هذه القضايا تثير وتنير أبعادا لخطاب ثقافي جديد . مطلوب حل اشكاليته لصياغة مجتمع المعرفة ... فما هي الأولويات ... وللحديث بقية