جريدة الأخبار – الأربعاء 29 ديسمبر  2002
الصناعة العربية فى عصر المعلومات

تحديات العرب ترتبط فى جانب كبير منها بالفجوة بيننا وبين الصناعة فى الدول المتقدمة وتحديدأبما يحدث الان من عولمة للانتاج والمنتجات والخدمات ومن التطور والتطويع التكنولوجى المستمر بمعدلات تفوق ما نتحدث عنة ونفكر فية ونعمل بة نحن العرب . العالم يجرى ... واصبحت المنتجات لا تعر ف الحدود : حدود الانتاج ، وحدود التجمع ، وحدود التوزيع . السيارة يتم انتاجها من مئات القطع من عشرات المصانع فى عدة دول ويتم تصميمها ثم تجميعها فى اقرب مكان وحسب حجم هذا السوق ويتم الانتاج حسب طلب كل سوق ، فلم يعد احد يفتخر بالمخازن المكدسه بالانتاج ولكن الكل يفتخر الان بعدم وجود مخازن للمنتجــات الجاهزة للســوق " time to market " والمــوارد الجاهزة للانتاج "just in time" . التشابك بين الصناعة والمعلومات والاتصالات اصبح حتميأ .. بل اصبحت الصناعة معلومات مثلها مثل كل قطاعات التنمية ، فلا صناعة بدون معلومات .

فى بلادنا نماذج ناجحة لصناعات وصناعيين ولكن تحدينا ان نتجاوز النماذج لبعض المصانع وبالذات فى الصناعات التحويلية ونصبح دولآ صناعية على خريطة العالم المنافس ونصدر سلع تتنافس فى اوروبا وامريكا بل فى اليابان وشرق اسيا . ويقصد بالصناعات التحويلية وهى تشمل صناعات الكيماويات والبتروكيماويات والصناعات الغذائية والنسيج والالات والمعدات والنقل وغيرها ... هل هذا حلم وسراب ام يمكن ان يتحول لحقيقة . الحقيقة والتحدى لنا نحن العرب ان نزيد من حجم صناعاتنا التحويلية من 76 مليار دولار سنويا وتمثل نسبة 10% من الناتج المحلى الاجمالى والتى شاهدت انكماشا مستمرا فى الاربع سنوات الماضية الى 100 مليار دولار ثم الى 300 مليار دولار ثم الى 500 مليار دولار .. هذا يعنى انتاج لة قيمة مضافة اكبر وفرص عمل اكبر . نحن ما نزال نعتمد على ما رزقنا بة الله سبحانة من ثروات داخل الارض عن ان ننتج ونعرق ونجتهد بل اننا نريد فى استغلال هذة الثروات دون رعاية كافية لاحتياجات الاجيال القادمة فنرى زيادة كبيرة فى العوائد من الصناعات الاستخراجية من 91 مليار دولار فى عام 1998 الى 119 مليار دولار فى عام 1999 الى 187 مليار دولار فى عام 2000 اى انة زادت العوائد من النفط والبترول باكثر من 100% فى عامين ... ولم تقابل هذة الزيادة استثمارا فى الصناعات التحويلية او فى صناعات المعرفة باى نسبة معقولة .. منهدر انتاجنا من باطن الارض تملكة كل الاجيال ونهد عوائد هذا الانتاج بعدم استثمارها فى بناء قيمة مضافض وفرص عمل ونهدر فرصا لاستثمار عقول ابنائنا . وسواعد امتنا .

البعض من رواد الصناعة العرب يتساءلون هل لنا كامة عربية بان نقلل من صناعة الكلام .. ونكثر ونسرع من صناعات البناء والتقدم وركيزتها الصناعات التحويلية وصناعات المعرفة والمعلومات والاتصالات . هذا يتطلب فكلر وعمل ... ومعرفة ومعلومات .. ولدينا نماذج حية معاصرة رائدة من هذا الفكر الجاد والعمل الشاق ، بل لدينا رموز عطاءة للعرق والجهد والتفانى نريد تعميمها " والبعض نريد الحفاظ عليها " لصناعات ولصناعيين فى مدن السادس من اكتوبر والعاشر من رمضان والمحلة الكبرى وبرج العرب والعامرية وكفر الدوار والسويس والاسكندرية فى مصر ، وفى السعودية هناك صناعات وصناعيون فى الجبيل وينبع والدمام وفى جبل على وفى الامارات نماذج متميزة وغيرها فى الاردن وتونس والجزائر والمغرب وغيرها .

لدينا ايضا بشائر الاستثمارات لصناعات وقطاعات المعلومات اجماليتها فى العالم العربى فى السنوات الاربع الماضية لا يزيد عن مليار دولار ولكننا نريد (1) حجم انتاج وصناعة وصناعيين ... اكبر عددا. (2) تطوير للانتاج واساليب الانتاج ... لجودة افضل. (3) قيمة مضافة .. اعظم قيمة. (4) تنافس عالمى .. لمنتج عربى. التحدى الكبير والطريق طويل .. ولدينا عقول وسواعد 300 مليون عربى ... وللحديث بقية


  6781
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 29 ديسمبر  2002
الصناعة العربية فى عصر المعلومات
تحديات العرب ترتبط فى جانب كبير منها بالفجوة بيننا وبين الصناعة فى الدول المتقدمة وتحديدأبما يحدث الان من عولمة للانتاج والمنتجات ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 22 ديسمبر  2002
الصناعة العربية فى عصر المعلومات
فى الأسبوع الماضى تحدثت عن الفرصة البديلة للأمة العربية فى عصر جديد ويحضرنى اليوم موضوع الصناعة العربية أين نحن؟ والى اى طريق نتوج ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 15 ديسمبر  2002
فاتورة الحرب وفرص التقدم الضائعة
طالعتنا جريدة الفيننشال تايمز يوم الاحد 15 نوفمبر 2002 بمقالة عنوانها " الولايات المتحدة لا تجد اصدقاء يشاركونها اعباء الحرب " وتع ...
 صفحة:  1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©