جريدة الأخبار – الأربعاء 5 يناير
2011 ثورة الشعب الحكيم
مصر والعالم في صدمة من حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية ... فقد تعرضت مصر لحدث إرهابي وجريمة كبري نتج عنها مجزرة شنعاء استهدفت مصر ونالت من أقباط يتعبدون ويحتفلون بعيد رأس السنة ونتج عنها ما يزيد عن مائة من الضحايا من أقباط ومسلمين ... روع صدمة 1/1/2011 تقارب ما حدث في 11 سبتمبر في حدث برج التجارة العالمي فكلاهما يستهدف أبرياء عزل ... فهل ما حدث من مجزرة هو من توابع مسلسل موجات الإرهاب في العالم ؟ وتوابع للسياسات الغير حكيمة التي قادها الرئيس الأمريكي الأسبق بوش حول العالم ؟ أم هو مسلسل لفشل ساسة العالم في التعامل مع الإرهاب وجذور الإرهاب وأسباب الإرهاب ؟ ما حدث في الإسكندرية ليس مصريا في الخلق والقيم والطبع والتصرف ... فالمصري تاريخيا غير دموي وسطي مسالم ... ما حدث في مجزرة الإسكندرية هو صورة لمظاهر العنف والإرهاب لما يحدث في العراق وأفغانستان وباكستان وفلسطين وغيرها من مجتمعات أصبح الإرهاب والعنف الدموي جزء من أسلوب الحياة ... المتابع لما يحدث يجد أن مصر في صدمة وغضب وثورة من هول ما حدث وتوقيته ... بركان غضب وحزن علي شهداء الوطن ... ثورة المسلمين والأقباط ضد من ارتكب هذه الجريمة الإرهابية ... بركان غضب وفيضان حزن علي شهداء الوطن من أقباط ومسلمين ... وثورة – داخل كل مصري – أولا : ضد هذا الحدث الإرهابي ومن ارتكبه ؟ ، وثانيا : ضد الإرهاب ؟ وثالثا : ضد كل من يمس أو يحاول أن يلمس الوحدة الوطنيــة للمصريين ؟ ، ورابعـا : ضد جذور وأسباب الفتنة الطائفية ؟ ، وخامسا : ضد كل من يحاول المساس بكنيسة أو مسجد ؟ ، وسادسا : ضد تيارات الظلام والفرقة والعشوائية للدور الغائب للمؤسسة الدينية في المجتمع ؟ وسابعا : ضد التغلغل السياسي للديـن والتغلغل الديني للسياسة ؟ ، وثامنا : ضد التطرف وطغيان الفكر الخارج عن صحيح الدين ، وتاسعا : ضد فوضي الخطاب الديني والفتاوى والجهــل والأمية الدينية ضد غياب الوسطية والسلام الاجتماعي وروح السلام لمجتمع المسالمين وعاشرا : ضد غياب العدل والعدالة ولزيادة الفقر والجهل ... ثورة المصريين نقلها وينقلها الإعلام الوطني ويتابعها العالم كله ... ثورة مجتمع غاضب تتحول بسرعة إلي ثورة شعب حكيم ينادي بما يجب أن يكون أولا : بوحدة المصريين وثانيا : بالتعامل مع جذور المشاكل المتراكمة في البيت المصري وثالثا : بقطع رأس الأفعى واستئصال جذور الإرهاب ... الشعب المصري الحكيم ينادي بوحدة حول قيادته التي قامت بتأمين مصر ضد الإرهاب في العشرين عاما الماضية ... الشعب المصري الحكيم يؤمن بالوحدة الوطنية للمسلمين والأقباط وينادي قيادته الدينية بالعمل الايجابي وليس السلبي للتعاون لقيادة برنامجــا شاملا للإصلاح الديني ... وإذا كنا ندعو لعصر ومجتمع المعرفة فأساسها العقل والروح ... ما يحدث من تطرف وأحداث وإرهاب وقهر في الشرق والغرب يتطلب الدعوة الجادة لقيادات رجال الدين العقلاء لإصلاح الخطاب الديني بل والمؤسسة الدينية لتحمل مسئوليتها ولخلق مجتمعات أساسها السماحة والسلام والمحبة والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد بل بين العالم الجديد ... من اجل التنمية والتقدم والرخاء للبشر والإنسانية 0 وأن يكون " الدين لله ... والأرض للوطن " قولا وفعلا ... أدعو فضيلة شيخ الأزهر وفضيلة المفتى وقداسة البابا للدعوة الايجابية للقيادات الدينية الواعية فى الإسلام وفى المسيحية أولا : لإصلاح الخطاب الدينى وثانيا : المؤسسة الدينية وثالثا : اختيار القيادات الدينية الصالحة ، ورابعا : لإصلاح الخطاب الإعلامي الديني في التليفزيون والصحافة ... وفى الشارع المصري ... وأدعو المصريين للصلاة في المساجد والكنائس – في عيد أقباط مصر – للترحم علي شهداء وطن وشعب حكيم ومسالم ... وللحديث بقية .