جريدة الأخبار – الأربعاء 15 أغسطس
2007
تمكين الفقراء ... وصوت لبوابة الأمل
|
|
الفقر هو اخطر القضايا التى تواجهها مصر على الاطلاق . وقد اكدت عدة مرات انه يجب ان تكون لقضية تمكين الفقراء والقضاء على الفقر الاولويه الاولى على اجندة العمل القومى فى المرحلة الحالية . وقد اجبت على التساؤل بمدى امكانية تحقيق هذا الهدف فى سلسلة المقالات السابقة . وبوضوح شديد أرى امكانية القضاء على الفقر تماما فى مصر كما تعهدنا بذلك دوليا وليس فقط أن نتحدث عليه احاديث المؤتمرات أو الصالونات أو الابراج العاجيه . ولتحقيق هذا الهدف يجب ان يكون لدينا اولا : صورة حقيقية بالمعلومات عن الفقر والفقراء فى مصر وعن الواقع المصرى " وصف مصر " بالمعلومات الدقيقة ، وثانيا : عن تشخيص وتوصيف للسياسات والبرامج والمشروعات فى كل قطاع اللازمة لحل مشاكل الفقراء ، وثالثا : عن الاهداف الدقيقة التى نريد الوصول لها ، رابعا : الاستراتيجيات الجديدة اللازمة والحالية المطلوب دعمها وحزمة السياسات والبرامج المطلوب ان تتكامل مع ما يتم تنفيذه وايضا ما هو مطلوب التخلص منه والتخارج من تداعياته ، وخامسا : تعبئه للمجتمع بشفافيه لتحقيق التلاحم بين الحكومة وقطاع الاعمال والمجتمع المدنى للقضاء نهائيا على الفقر ... والفقر هو قضية تعليم وعمل ومشاركة وديموقراطية ودخل وغذاء وملبس وايواء وعدالة ... والتساؤل هل يمكن تحقيق رخاء المجتمع مع القضاء على الفقر ؟ والاجابة هى نعم بل انى أرى انه ضرورة ان نحقق نماء ورخاء للمجتمع كى نقضى على الفقر وعلى الفجوات الحادة الجديدة بين الغنى الشديد والفقر المدقع . وعلينا ان نتحول من غنى لعدد محدود من المجتمع الى غنى لاكبر قدر ممكن من ابناء مصر وليتنا نضع السياسات التى تحقق بناء الف مليونير مع كل ملياردير وعشرة الف رجل اعمال صغير لدى كل منهم مائه الف جنية هما رأسمال لوحدة انتاجية صغيرة فى المجتمع صناعية أو خدمية ومائه الف كل معه عشرة الآف جنيه لمشروع صغير أو متناهى فى الصغر – هل هذا ممكن ؟ - ثراء المجتمع المتجانس فى اطار سوق حر سيحقق التقدم بينما ثراء حفنه منه فقط على حساب باقى المجتمع سيؤدى الى مزيد من الفقر والتباين . تحقيق التوازن بين المزيد من الغنى لاكبر شريحه فى المجتمع مع القضاء على الفقر وتمكين الفقراء هى المعادلة الصعبه اللازم حلها فى مصر وفى كل محافظاتها ... هذا يتطلب صياغة لرؤيه بها التوازن بدلا من الانسياق وراء مزيد من البرامج والمشروعات التى تحقق حلولا جزئيه دون نهضة شاملة . المتابع للاحداث فى الشارع المصرى وفى قرى ونجوع مصر يحس بالتباين بين معاناة المواطن اليومية فى الاكل والشرب ، وفى السكن والانتقال والنقل والمواصلات وفى التعليم والتشغيل للخبرات الجيدة وفى الحصول على الحقوق وفى الحفاظ على القيم فى عالم تزداد فيه الضغوط .
مصر لديها امكانات ولكن يتفشى فيها سوء استخدام كبير لهذه الامكانات ... ويتفشى فيها ايضا فساد واحباط بل واجهاض لآمال وطموحات العديد من ابنائها فما بال الفقراء منهم ... بالمدن الرصيف يعاد رصفه عدة مرات بينما هناك مدن بدون ارصفه ، والطرق ترصــف باسلوب عشوائى دون أدنى درجات الجودة وبتكلفه تزيد عن الدول الغنية ، والمياة تهدر فى حين هناك لايزال ما يحتاج كوب ماء نظيف ، والاهدار الحكومى الغــير مسئول فى قطاعات كثيرة يمكن أن يساهم فى القفز بمصر سنوات ، والزمن لا قيمة له والانسان لا يقدر حق قدره خاصة لو كان فقيرا ... صوت الفقراء هو صوت ضعيف وضائع ومغلوب على امره ... وآن الوقت ان يسمع ويقدر ويحترم ... فلسفه تمكين الفقراء تعنى تحول لآنين الفقراء الى صوت للمشاركة والديموقراطية والبناء والنماء بل وغناء انشودة تنمية ورخاء الوطن ، والاستمتاع ببهجه النجاح فى القضاء على الفقر والدخول الى بوابة الامل ... عمليا ... وللحديث بقية .
|