جريدة الأخبار – الأربعاء 1 يونيو
2011 إنقاذ الوطن (4)
الشعب يريد إنقاذ مصر ، والشعب يريد إنقاذ الثورة ... ما يحدث علي الساحة هو جريمة في حق الوطن ... القيادة غائبة ، والحكومة تائهه ، والفوضى تزداد ، والإعلام سيئ ، والحوار الوطني غير لائق بمصر وبالثورة وبالشعب وبالمستقبل الذي ننشده ونتطلع إليه ... تحدينا واضح ودقيق أن نحول الثورة إلي تقدم ونهضة ... وأزمتنا أيضا محددة للغاية أن ننقذ الوطن من الانهيار الأمني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأخلاقي أيضا ... المشهد الحالي يشير لصور مؤسفة ومخجلة يراها المصريون وتتباري فيها القنوات أولا : خسارة اقتصادية وصلت إلي 150 مليار وستتعدى الـ 250 مليار جنية في 30 يونيو (منتصف هذا العام) ولم تعرض حكومة الإنقاذ خطة لإعادة الانطلاقة الاقتصادية وكـأن دورها يتلخص في متابعة الانهيار الاقتصادي للوطــن . ثانيا : معاناة يومية لكل أسرة في سعر أنبوبة البوتاجاز وتوفر الخبز وأسعار الطعام وتوفر السولار وضياع مئات الألوف من فـرص العمل خاصة في قطاعات السياحة والتشييد . ثالثا : استمرار هدم كل ما هو في "الدولة المصرية" من مؤسسات وقيادات ونظم – بإتباع النموذج العراقى - مع غياب كامل لهيبة الدولة ولاحترام القانون وارتعاش للرجال والأقلام . رابعا : استمرار الانهيار الأمني وحوادث السطو المسلح والاعتداء والبلطجة المنظمة وتباطؤ انتشار قوات الشرطة وسيطرتها علي الشارع واختفائها تماما . خامسا : أعلام يشحن أبناء الوطن للهدم بدلا من البناء ... ويشحنهم للفوضى بدلا من التقدم ... ويشحنهم للظلام بدلا من النور ... ويشحنهـــم للخوف بدلا من الحرية ... ويشحنهم للتطرف بدلا من الوحدة . سادسا : حكومة تساير الفوضى لم يري المصريون منها إدارة حكيمة للازمات ولم يري المصريون منها خطة لتجاوزها ولا معلومات لإيضاح الصورة وتحديد البدائل أو شفافية للخروج من البلبلة العامة . ويتحاكي المصريون عن شبهات تحوم حول تصرفات بعض القيادات يتحيزون لحساب تيارات بعينها علي حساب بناء وطن ديمقراطي متوازن وحر لكل المصريين . سابعا : وفاق وحوار وطني مؤسف لم يرتقي لوطن خلقا أو موضوعا ... اختزلت فيه ثورة شعب إلي ثورة شباب ، واختزلت فيه التعددية إلي الإرهاب الفكري للتيارات الدينية ، واختزلت فيه السياسة إلي البلطجة . ثامنا : توجه حكومة مرة أخري إلي الاستدانة بالمليارات (دون ضابط أو رقيب) مما ينذر بالوقوع في فخ الاقتراض والانهيار الاقتصادي مرة أخري . تاسعا : يتابع المصريون تكرار العودة إلي "فكر فقر" "وفقر فكر" ، والاستجداء بدلا من البناء ... دون قيادة ملهمة للتقدم والرخاء . عاشرا: يتسائل المصريـون عن من له مصلحة في انهيار مصر إلي الهاويه ومن له مصلحة للقفز إلي السلطة ممن هم علي الساحة ويملئون مصر خوفا ورعبا بل إرهابا وهدما ... ومن الذي يسهل لهم اختطاف مصر ؟ ... يوم الجمعة الماضي وفي مظاهرة حضارية كبيرة عبر مصريون أحرار عن رأيهم في وطن حر سلمي ومدني ... واندهشت بشدة عما نقلته الأنباء لاعتراض وتدخل عضو بالمجلس العسكري وتدخله في عدم تسمية المظاهرة بحاشدة بل وعدم تغطيتها إعلاميا !!! ... مطلوب تفسير واضح يصدر للمجلس العسكري عن تصرفات ثلاثة من أعضائه يدعون الحياد ويتدخلون ويؤثرون بالسياسة ... ومطلوب تفسير لأرائهم وتدخلاتهم السياسية الشخصية مؤخرا... أطالب المجلس العسكري المحترم - وأنا أتحيز له - أن يعلن بوضوح أولا : أن الانتخابات القادمة بنظام القائمة وثانيا : أن إعداد الدستور سيسبق الانتخابات وثالثا : أن المجلس العسكري قد تأكد أن أي من أعضائه أو أعضاء بالحكومة لا يساندون أحد التيارات الدينية فكرا أو عملا ولكنهم علي الحياد تماما يساندون كل المصريين بكل تياراتهم ورابعا : أن يتأكد من إعداد خطة تنفيذية لعودة هيبة الوطن وسيادة القانون والقضاء علي الفوضى والتراخي والانهيار الأمني السياسي والاقتصادي والاجتماعي تقوم الحكومة بتنفيذها بجدية ... سيسجـل التاريخ ويحاسب علي محاولات "اغتيال الوطن الحلم ، وسرقة حلم الوطن" ... حفظ الله مصر من شر بعض أبنائها .