جريدة الأخبار – الأربعاء 22 سبتمبر  2002
الديموقراطية والمعلومات

هل يمكن ان تتوافر المعلومات بدون ديمقراطية؟ فى أوائل الثمانينات كنا فى سنواتنا الأولى من الممارسة الديمقراطية وايضا سنواتنا الاولى فى توفير المعلومات.. كبلد "بكثرة البيانات وندرة المعلومات". وشاهدت عبر سنوات اهتمام القيادة بتوفير المعلومات للمجتمع بهدف التنمية وشاهدت ايضا – كمصرى – ازدياد الممارسة الديمقراطية فى مصر عبر عشرين عاماَ فى كلمة تكتب "صحافة" وصوت يسمع "إذاعة وتليفزيون" ورأى يمارس " مجلس الشعب ومجالس محلية".. واخيرا فى ممارسة حزبية " بدأت تنطلق" . كنت ولا زالت أحد المؤمنين بأهمية المعلومات للإسراع بالتنمية الاقتصادية و الاجتماعية فبدونها لا نعرف اين نحن ولا أى طريق نسلكه... وإيمانى بالمعلومات والتنمية هو إيمان غير مجزأ فاتخاذ القرار يحتاج معلومات, وأداء العمل يتطلب معلومات, وتوجيه إدارة العمل يستلزم معلومات "دورية"... على كل المستويات. إيمانى بالديمقراطية لا يتجزأ فبدون ديمقراطية "واعية ومسئولة" لا يتحقق تقدم ولا يتم الحفاظ على ما تحقق من تقدم.

العلاقة بين الديمقراطية والمعلومات.. بل والمعرفة علاقة جوهرية, وهناك أسئلة يجب علينا كمجتمع ان نطرحها ونجيب عليها بصدق. دون ظلم لما حققناه من تقدم فى بعض المجالات, ودون تجميل لما لم نحققه وتشمل هذه الاسئلة: (1) هل ممكن ان تتوافر المعلومات بدون ديمقراطية؟. (2) هل ممكن ان تتحقق الديمقراطية بدون معلومات؟. (3) هل لدينا بيانات ومعلومات لدعم الديمقراطية؟. (4) هل تنشر هذه البيانات والمعلومات على المجتمع ومؤسساته؟. (5) هل لدينا اعلام وصحافة حرة ؟. (6) هل لدينا إعلام وصحافة تنشر البيانات والمعلومات "باستمرار"؟. (7) هل لدينا قارئ ومحلل لما هو متاح لدينا من بيانات ومعلومات؟. (8) هل تعرض البيانات و المعلومات بالأطر العلمية والعملية الصحيحة؟. (9) هل هناك قاعدة معلومات واحدة للحكومة ومؤسسات التشريع وقطاع الاعمال و المجتمع المدنى و المواطن فيها نرى مصر.. ونرى الطريق؟. (10) هل دخلنا بالفعل عصر المعلومات أم لازالنا فى استخدام المعلومة فى عصر ما قبل الحاسبات؟.

أسجل شهادة حق انه عبر 15 عاماَ - بدأت فى عام 1984 – كان نشر المعلومات على المجتمع هدفاَ وعملاَ لقيادة مصر وقد بهرنى - وبهر المصريين – مدى حب وصدق ومصداقية الرئيس حسنى مبارك حين كان يقف ويخطب للمصريين ويعرض بالمعلومات والبيانات الدقيقة - والذى يحاسب عليها بعمق شديد – ويخاطب المصريين باحترام لذكائهم المجتمعى والعملى بل والقطرى ويتحدث بالارقام عن ديون مصر و بالمعلومات عن برنامج الإصلاح الاقتصادى فاجتمع المصريون من حوله بحب وصدق.. وعلى وجه المثال اشهد ان د. عاطف عبيد كان يسهر الليالى المتعاقبة لتوجيه تحويل البيانات إلى معلومات والمعلومات الى دعم القرار تنير و تساند ما تحقق فى برنامج الاصلاح الاقتصادى, الاول وأنه و السيد الدكتور عاطف صدقى كانا أصحاب الفضل فى خروج النشرة الاقتصادية الشهرية الى النور فكانت عنوناَ عملياَ للممارسة الديمقراطية لنشر المعلومات كى يشارك المجتمع حكومة وممثلى الشعب وقطاع اعمال وخاص ومجتمع مدنى فى رؤية الواقع.. وكيف يتقدم فحدث التقدم... لم يخش الحاكم والمسئول من الواقع ومشاكله ولا من المستقبل وتحدياته, وأذكر أن أحد السادة الوزراء – فى ذلك الوقت – طلب أن نعدل رقماَ فرفضت وبلغ ذلك د. عاطف صدقى.. والذى اتخذ موقفاَ فى صف صدق المعلومة وامانتها وعدم المساس بها او تجميلها. فحدث التغيير وكان البعض فى المجيمع يتصور ان المعلومات سرية عن شعب مصر والبعض الاخر يحظر توفير المعلومة الا من خلاله فحدثت المشاكل المتتالية... ولكن اثبتت القيادة الواعية ان الديمقراطية اساسها معلومات... والمعلومات يجب نشرها.. فليس لنا ما نخافه.

ادعو مع الصحوة الجديدة ... و التى تملأ القلوب أملا ... والعقول فكرأ. أن ننشر المعلومات على المجتمع... فالديمقراطية اساسها معلومات والمعلومات اساس للديموقراطية ... وللحديث بقية