جريدة الأخبار – الأربعاء 9 مارس
2011 مخطط الاستيلاء علي السلطة (2)
ما يحدث علي الساحة غير مقبول ... هناك من يسعي للوصول إلي السلطة بأي ثمن حتى لو كان ذلك بهدم كل ما هو حولنا ، بهدم الدولة وهدم الاقتصاد وهدم المجتمع وهدم الإنسان وهدم الأمن وبالسيطرة علي الأعلام والحكومة ثم بمحاولة اشغال وتعجيز المجلس الأعلى للقوات المسلحة ... أنا أزداد قلقا علي مصر بعد ثورة شعب عاشت بها مصر أحلي أيامها أحدثت زلزالا إقليميا وعالميا ، حضاريا وإنسانيا ... ما تلي ذلك من مشاهد تعمل علي إنهاك وإجهاد وإجهاض مصر عن الثورة وعن مسيرة الديمقراطية – من سبق الإصرار والترصد – بتنظيم يتميز بالاحتراف ويشمل ذلك ما يلي المشهد الأول تحويل ميدان التحرير إلي ميدان القرضاوى ومنبر للإخوان وذلك بالسيطرة التامة عليه وشل أي محاولة للثوار المعتدلين من التعبير أو السيطرة عليه ، وثانيا عدم التوازن بين الصور السوداء والصور المضيئة للوطن والوطنيين بالتركيز فقط علي مصر الفساد والفاسدين وعدم التطلع الي المستقبل الذي ننشده جميعا بثورة الشعب ، وثالثا استخدام سلاح الإعلام بإشعال الحرائق الإعلامية أو بإرهاب الإعلاميين ومحاولة تحويل الصحافة المعتدلة إلي صفراء ثم سوداء وشاشات التليفزيون من منبر لحكم مبارك لمنـبر خاص يتسابـق لإرضاء اتجاه محدد لا يعبر عن جموع الوطن والثورة ، ورابعا هدم وتخويف وإرهاب الوطنية المصرية بتخوين الرموز الوطنية لكل من هو وطني أو لكل من له رأي آخر ... أين المصريون ؟؟ أين الثوار ؟؟ أين الشرفاء ؟؟ أين الوطنيون ؟؟ ، وخامسا فلسفة (القيادة والادارة من ميدان التحرير) شرعية الثورة تحتم تحقيقها لأهدافها ومنها اسقاط الحكومة واسقاط النظام ... ولكن لم يكن علي الاطلاق من اهدافها اسقاط الوطن ... فكيف سترد ثورة الشعب علي من يعمل علي اسقاط الوطن وهل يتحول الشارع الي فوضي وبرلمانا (غير شرعي) يحكم بقواعد وأهواء من يقفز له أولا ، وسادسا العمل علي هدم قوة الشرطة وأعمدة الأمن في المجتمع وإجهاض محاولات إعادة البناء ... وذلك بثــلاث أهـداف دقيقة هي استمرار تشويه صورة رجل الشرطة والأمن في المجتمع ، وإشعال أحداث يومية ، واقتحام وسرقة وتدمير جهاز الأمن العام للوطن "أمن الدولة" وبما فيه من أسلحة ووثائق وتشمل التنظيمات الإرهابية والمسلحة لمن يرغب في الوصول إلي الحكم بأي ثمن ، وسابعا تفريغ الوطن من "الأمن والآمان" لتصبح مصر أرض خصبة لعراق جديدة أو لبنان أخري بدلا من دولة إعلاء للحق وللقانون ، وثامنا اختيار رئيس الوزراء مما أكن له التقدير والاحترام كنموذج مصري مشرف بدأ من ميدان التحرير كإشارة سياسية لشعبية وشرعية الحكومة الجديدة فتم الرد عليه وعلي حكومته باقتحام مباني أمن الدولة وبحريق كنيسة أطفيح ... فهل هذه رسائل سياسية أم اجتماعية ؟ أم إرهابية ؟ ، وتاسعا متي تخرج الطاقات الكامنة " للمصريين" أين غالبية أبناء مصر لقد ولدت مصر من جديد بهدف المشاركة والمواطنة والممارسة الديمقراطية السليمة ... هل ستستطيع قوي المصريين أن تتحد في إلـ 200 يوم في إطار ديمقراطي وممارسة ديمقراطية ، عاشرا ما هو دور المجلس الاعلي للقوات المسلحة في الانتقال السلمي للسلطة لكل المصريين وليس لفئة دون أخري ... كيف يتم التعامل مع كل القوي الوطنية وليس البعض منها ... أم أن مصر ستسلم وتستسلم لمن يستطيع الاستيلاء علي السلطة ؟ ... وستخرج مصر من حكم رفضه الشعب إلي صورة حكم أسوأ مما كانت عليه .