جريدة الأخبار – الأربعاء 2 نوفمبر  2002
الابداع ...والمرأة

شرفت بحضور مؤتمر المرأه العربية والابداع ... والذى ينظمة المجلس الاعلى للثقافة برئيسه المبدع فاروق حسنى والمثقف د.جابر عصفور , وشرف المؤتمر بالسيدة الفاضلة سوزان مبارك رائدة التنوير المعاصرة ... وبتواضعها الجم وفكرها المتدفق وايمانها العميق وحسها الوطنى والعربى وقفت تفتتح مؤتمر المرأه العربية والابداع .. وكان الحضور كبيرا ومتنوعا ... ومتعددا ... وسرحت فيما يحدث فى مصر والعالم العربى الان من ابداعات فكرية وثقافية توجت الاسبوع الماضى بافتتاح مكتبة الاسكندرية عن مفهوم الابداع الانسانى وتساءلت هل نحن فى كمصرين وكعرب نعرف المبدعين ؟ وما اهمية الابداع فى عصر المعلومات ومجتمع المعرفة ؟ وما قاعدة المبدعين ؟ وما اهمية الابداع فى عصر المعلومات ومجتمع المعرفة ؟ وما قاعدة المبدعين المتاحة لدينا ؟ وتنوعها ؟ وتعددها ؟ وقدرتنا على احتضانها لبناء مجتمع جديد ؟

أرى اننا فى اشد الحاجة الى اكتشاف واحتضان وتشجيع وتنمية الابداع فى كل سنوات العمر وفى كل المجالات الحياة .. فلا تقدم بدون ابداع ومبدعين .. لدينا كعرب 300 مليون امرأة و150مليونا تحت سن العشرين .. كم منهم مبدع ؟ ولتحديدهم يجب ان نحدد اولا ما هو الابداع , وثانيا معلومات عنهم وعن طبيعة ابداعاتهم , وانا انتمى لمن يرى ان الابداع هو , الفعل الخلاق المبتكر , الذى لا يقتصر على مجالات الفنون والأدب وإنما يمتد ليشمل كل اشكال النشاط الانسانى الفكرى والعملى فى مجالات العلوم والخدمات المجتمعية .. هو ببساطة كل يضيف لواقع الحياة فى علم .. فى فن فى عمل .. فى تطوير , فى انجاز ملموس يتفق علية اخرون بموضوعية وتجرد .

وأمثلة المبدعين كثيرة واول هؤلاء فى نظرى السيدة سوزان مبارك هى فيض من الابداع المتواصل لما تقوم بة للمرأة والطفل والعقل والكتاب والمكتبة والفقراء .. وفى هذا يكتب كتب وموسوعات , وهى نموذج رائد للمرأة المبدعة العربية , ويمثل كتابات نجيب محفوظ ابداعا فى تجسيدة وتصويره للمجتماعت الانسانية , احمد زويل نموذج للابداع العلمى مع نظرائه من الحاصلين على جوائز نوبل, عمر الساوى ( وهو ليس بنفس الشهرة ) للابداع العلمى النظرى فى مجال نظم المعلومات, حسن سيف الدين (وهو احد رواد صناعة المعلومات المصرية ) , نموذج للابداع العملى حيث ابتكر منتجا جديدا عالميا – بعد اصرار اكثر من خمسة عشر عاما – لواحد من أهم الابتكارات المعاصرة فى هندسة البرامج , ويمثل السيد الفاضل محمد عبد السلام المحجوب نموذجا للابداع العملى لمحافظ غير وجة الاسكندرية واعاد البسمة والأمل والأنتماء لمواطنيها والتقدير لزائرها . ليس لدينا معلومات كافية عن المرأة المبدعة , وارى ان كل ام تربى ابناء صالحين ومنتجين فهى مبدعة ... كل امرأة تستطيع توظيف الآمكانات المحدودة تحت ظروف الحياة وتحدياتها الأقتصادية والأجتماعية بل والسياسية فى العالم العربى لبناء جيل جديد فهى مبدعة ... المرأة فى محيط العمل ايضا تبدع ؟ الأسف ليس لدينا معلومات كافية عن المبدعين , لدينا اسماء لبعض رموز الابداع مثل ذكر منهم مى زيادة , أليس البستانى , وروز اليوسف , وعزيزة امير , وسيزا نبراوى ... وغيرهن . ولكن هل يمكن عمل سجل بكل مبدعين ؟ بمن فيهم المعاصرون أعتقد انه من الواقعية اولاٌ ان يكون لدينا قاعدة معلومات عن البشر بمن فيهم المرأة وبمن فيهم الطفل وان نبدأ كمجتمع توظيف قواعد البيانات وتستخدم نظم المعلومات لتسجيل اضافات وابداعات الانسان وتوظيف قواعد بيانات البشر والابداع لمزيد من التقدم الانسانى والعملى ... ان المجتمعات لا تعيش ولا تزدهر الا بالقدرة على امتلاك اللحظة القادمة , وبتجاوز الواقع الى الحلم بغد افضل وذلك فى الحقيقة هو جوهر الابداع – هكذا لخصته السيدة الفاضلة سوزان مبارك فهل يمكن حصر المبدعين ؟ وهل يمكن الاستفدة منهم ؟ ابداع المرأة والرجل والطفل ... هو مجتمع المعرفة الجديد ...