جريدة الأخبار – الأربعاء 16 فبراير
2011 ثورة الشعب ... وإنطلاقة الوطن
كيف نحول ثورة الشعب في 25 يناير ... إلي ثورة بناء ... ثورة علم ، وثورة إنتاج وثورة تصدير وثورة خدمات وثورة عدل وثورة انضباط وثورة أخلاق وثورة انفتاح وثورة توافق وثورة مكارم أخلاق ... كيف نحقق بثورة 25يناير ثورة تقدم تكون بها مصر احدي أفضل 20 دولة في العالم في اقل من عشرين عاما ... ما حدث في ميدان التحرير وتابعه العالم هي بحق "أم الثورات" ... فلم تحدث في تاريخ مصر ولم يحدث في تاريخ العالم أن حدثت ثورة عظيمة تميزت بما يلي ، أولا سلمية - مدنية ... حيث انطلقت بشباب يعبر سلميا عن رغبته وإصراره علي التغيير ، ثانيا تقنيه ... حيث تم استخدام الانترنت والـ Facebook لأول مرة ، وتحويل ثورة افتراضية في الاعداد والتواصل الي ثورة حقيقية ، وثالثا حضارية ... حيث انتهج أبناء الثورة منظومة قيم أخلاقية تمتد جذورها في الأصول المصرية وثوابتها والتي طالما اختفت في فترات الظلم ومع تيارات الفساد ... أعادتها من جديد عنوانا للمصريين مناديا "أرفع رأسك فوق... أنت مصري"... وأصبح ميدان التحرير رمزا "للحرية وللثورات" ... وعنوانا ومنارة للحضارة ... ورابعا شعبية ووطنية ... حيث بدأت الثورة شبابية يوم 25 يناير وسرعان ما تلاحم معها الشعب بدأت بكل طوائفه وفي كل المحافظات ، خامسا إعلامية ... هذه أول الثورات في العالم التي تظهر فيها قوة الأعلام والفضائيات في الهاب الثورة وأثارة الشعب وإسقاط نظام بأكمله ... وكانت – دون جدال – حرب إعلامية بين محترفين وهواه ، وسادسا محمية بجيش مصر العظيم ... "جيش الشعب يحمي شعب الجيش " ... وسيسجل التاريخ أنه لم تحدث في تاريخ العالم المعاصر بأكمله أن وقف الجيش يحمي أبنائه ويحمي الوطن في أصعب الظروف وتحت أكبر الضغوط وبأرقي درجات الانضباط والحكمة ، حماية لأبناء مصر ودفاعا عن مؤسسات الوطن وضمانا لتحقيق رغبات أبناء الوطن ... واتسائل باسم كـل المصريين هل يمكن توجيه طاقة الثورة وتعبئة طاقة الشعب الي ، أولا: ثورة علم بحيث تقفز مصر بالتعليم من المرتبة 129 من 134 دولة علي مستوي العالم كي تصبح واحدة من أفضل عشرة دول في جودة التعليم في العالم في 15 عاما ... وثانيا : ثورة انتاج بأن ينافس المنتج المصري ما ينتج في الصين واليابان وكوريا وماليزيا بل وامريكا واوروبا ... وثالثا : ثورة تصدير بحيث نضاعف التصدير عشرة مرات في خمس اعوام ... ورابعا : سياحة بحيث يصل زوار مصر الي خمسين مليون سائح سنويا في خمسة اعوام ... خامسا : التعمير بحيث تقفز لبناء مصر القرن الحادي والعشرين برؤية لمصر 2050 لمدن أجمل وحياة أفضل ، ولاستيعاب مائة مليون مواطن علي الاقل ستضاف لسكان مصر خلال 40 عاما ... وسادسا : أن نقضي علي الفقر ونمكن الفقراء علي الاندماج كقوي منتجة للوطن وأن يتغير الثورة من فلسفة الاحتياج الي قوة العطــاء ... وسابعا : هل يمكن أن نقضي علي الأمية في خمسة اعوام ؟ ... وثامنا : هل يمكن أن نحدث ثورة ادارية لتوظيف الطاقات والموارد الي انتاج وتنمية ... وتاسعا : هل يمكن أن نجذب خمسمائة بليون دولار في خمسة اعوام ؟ ... وعاشرا : هل يمكن أن يذهب مجموعة شباب في سوهاج أو المنيا لبنك بمشروع ذوي جدوي – دون وسطاء – ويقوم بتمويلهم ؟ ... وحادي عشر: هل يمكن أن تعود يافطة شقة للإيجار ... وثالث عشر: هل يمكن أن نقضي علي الزحام والمعاناة في الانتقال ؟ ... ورابع عشر: هل يمكن أن يكون هناك خدمة صحية متميزة ... وهل يمكن أن يتوحد الوطن وعقوله وطاقاته الكامنه ليكون للفقير صوت وذوي الاحتياجات الخاصة مكان ؟ ... الثورة الحقيقية هي ثورة بناء وتصحيح بحكمة وسرعة ... وليست ثورة هدم وفوضي ومظاهرات يومية تستنفذ طاقات الوطن وجيش مصر العظيم وتعطل التصحيح والاصلاح العلمي والاخلاقي ... نعم هناك تراكمات من الفساد والظلم يجب أن تصحح ولكن لنبدأ ثورة النماء والبناء ... لمصر التقدم والعدل ... وانطلاقة الوطن .