جريدة الأخبار – الأربعاء 2 فبراير
2011 مصر تغلي ... مصر تعيش عدة مشاهد
مصر تغلي ... مصر تعيش عدة مشاهد ... المشهد الأول مظاهرة 25 يناير لشباب مصر العظيم ، والتي انفجرت نتيجة لتراكمات من الحرمان والاحتقان تنادي بفرصة عمل وبالقضاء علي الفساد والفاسدين تنادي بالتكافؤ والعدالة الاجتماعية ... تنادي "اسمعونا" ... تنادي بمطالب مشروعه طالما نادي بها العديد من المصريين الشرفاء خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة ... وكنت أتمني أن تلبي الحكومات الثلاث الماضية نداء شباب مصر النقي وتسمع لهم وتقوم بتحقيق آمالهم وأحلامهم وتلبي احتياجاتهم ... تحتضنهم وتمكنهم ، تخدمهم وترعاهم . المشهد الثاني هو "رموز الانتهازية السياسية" من الدخلاء علي مسيرة شباب مصر وثورتهم من المتسلقين ودعاة السلطة والتسلط والإثارة والبلبله تارة باسم الديمقراطية وأخري باسم الدين وتارة أخري باسم العصيان المدني ... وكنت أتمني أن أري وطنا يحتضن ويمكن شباب مصر للدخول في مسيرة بناء الوطن وقيادة مسيرته في إطار ديمقراطي شرعي به ثلاثة أحزاب قوية (علي الاقل) تسعي للتنافس لخير الوطن . المشهد الثالث "الحزين" ليوم 28 يناير وما حدث فيه من تصعيد دامي بين أبناء الوطن الواحد من المتظاهرين وأبناء الشرطة وما تلاها من تداعيات لازال الوطن يدفع ثمنها غاليا ... وكان من الحكمة عدم استخدام العنف مع المتظاهرين علي الإطلاق وفرز العناصر المدسوسة علي مظاهرات الشباب النقيه . المشهد الرابع " الغياب الأمني " هل هو اعادة لمشهد "سقوط بغداد" أم هو انهيار أمني ؟ ... ما حدث في حق الوطن والمصريين هو مؤسف ومذهل بل هو جريمة سيأتي الوقت القريب لفتح ملفها كاملا ... ولكن الحكمة تتطلب الآن تأمين الوطن ... ولكل حدث حديث . المشهد الخامس "الانهيار الاقتصادي " وضياع مائة مليار جنية في أقل من اسبوع منهم ما يزيد عن 65 مليار في البورصة المصرية في يومين يمثلا 23% من قيمتها وهو يزيد مرة ونصف عما حققته في عام 2010 بالكامل ... فمن يدفع الثمن ؟ وما هو حجم الخسائر المتوقعة في الايام القادمة ؟ ... اليس من الحكمة سرعة التدخل لإنقاذ اقتصاد الوطن وأبناء الوطن ... المشهد السادس هو " حرب الفضائيات " فما أراه اليوم من قنوات تبث من أشقاء عرب في ضراوته وعدائه غير مسبوق وتجاوز كل مفاهيم الإعلام الحر ومبادئ حرية التعبير الي تشويه حقائق وطن آمن يعيش فيه 80 مليون ... الي المساس المباشر بالأمن القومي لمصر والمصريين بإشاعة الذعر والفوضى والترويع والعصيان المدني . المشهد السابع "حزب الدفاع عن مصر" من لجان شعبية تدافع عن الاهل والمنزل والشارع والحي والممتلكات الخاصة والعامة ضد التخريب والدمار ... في وحدة لشعب عظيم يدافع عن ما يملك وحقه في الحياة والامن والسلام . المشهد الثامن لأنهيار نظريات "الاحتكار السياسي والاقتصادي" وتداخل المال والسياسة وما أدت له من تداعيات وفجوات واحتقان ... وكان من الحكمة ان نبني ديمقراطية ونرسخ العدالة والتكافؤ الاجتماعي . المشهد التاسع "لجيش مصر العظيم " وتدخله وانتشاره ودفاعه عن أمن وسلامة الوطن والمواطنين . المشهد العاشر "لقيادات وطنية من الشرفاء نائب للرئيس ورئيس الوزراء ونائب للدفاع ... ووزارة ذات رسالة لبناء اطار ديمقراطي حقيقي لتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وخلق فرص عمل ومحاربة الفقر وتأمين الوطن واعادة انطلاقته الاقتصادية ... مفترق الطريق للمصريين هو إما تحقيق الانتقال السلمي المؤمن للديمقراطية الحقيقية يحترم كل القوي الوطنية ، وإما "نموذج العراق" بالضغط لمزيد من الانهيار والفوضي الخلاقة ... أناديكم الحكمة ولنرعي الله في مصر .