جريدة الأخبار – الأربعاء 12 يناير  2011
ثورة الشعب الحكيم (2)

تحول المصريون من بركان غضب ، إلي ثورة شعب إلي حكمة أمة ... لقد أذهل المصريون – كعادتهم – العالم في وحدتهم وحكمتهم وقوتهم ... ففي أقل من أسبوع بعد الحادث الغادر بكنيسة القديسين بالإسكندرية وقف المصريون جميعا ليلة السادس من يناير للاحتفال بعيد الميلاد المجيد وكان بحق – وإعزاز – عيد ميلاد للأمة المصرية ... وعيد ميلاد لوحدتهم ... وعيد ميلاد لمحبتها وسلامها وأمنها ... كان أيضا عيد ميلاد للإعلام الوطني بتنوعه فقد رأي المصريون وتابع العالم إعلام رفيع المستوي في الأداء وفي الموضوعية وفي التنافس الوطني والتكامل القومي ... الكل يغني باسم مصر ويرتل لمولد المسيح علي صوت الأجراس ومراسم القداس ... تحية للإعلام الوطني العام والخاص الذي أرتفع بالخطاب الإعلامي إلي ما يستحقه المصريين وما يتطلبه تضامن الوطن ... لقد رأيت إعلاما يوحد مصر ويبعث من داخل أبنائه القوة الوطنية الكامنة بعد سنوات عديدة عاشتها مصر في عشوائية إعلامية وعشوائية دينية وعشوائية فكرية وثقافية كادت أن تمزق نسيج الأمة وتفتت وحدتها ... تحية لكل إعلامي ومفكر وفنان ومواطن شارك في هذه الملحمة وهذه الثورة الشعبية الحكيمة ... أنادي الوزير أنس الفقي أن يكون السادس من يناير هو عيد الإعلام ... فما تابعته في هذا اليوم ويوم السابع من يناير لم أراه منذ ملحمة السادس من أكتوبر ... وهو بحق عيد وفخر للإعلاميين في ثوبهم الجديد ... الحكيم والموضوعي وحدة وقوة وعمق لوطن وأمة ... عاشت وستعيش في سلام وأمان ... عيد " لوحدة مصر" ... وكان تضامن جموع المصريين – مسلمين ومسيحيين – رمزا لمعاني هامة يجب التوقف والتأمل فيها وتسجيلها كأساس لبرنامج العمل الوطني الذي يطالب به المصريين ... أولا التأكيد علي "الوحدة الوطنية" ليس كشعار ولكن كما سمع بقوة وبثورة من جموع المصريين ، وثانيا التأكيد علي "السلام الاجتماعي" ومنهج "الوسطية" وسلام وأمان كل المصريين ، وثالثا علي "الرفض المطلق للإرهاب" علي أرض مصر سواء كان واردا من الخارج أم نتاج تراكم واحتقان داخلي كما يشير البعض ، ورابعا التأكيد علي "الدولة المدنية" وعلي المواطنة والتكافؤ وعدم التمييز بين أبناء الوطن الواحد ، وخامسا التأكيد أن "الوطن أولا" وأن لا تدخل للدين في السياسة ولا تدخل للسياسة في الدين ، وسادسا التأكيد علي "دماء الشهداء هي دماء للمصريين" من قلب كل عائلة مصرية مسلمة ومسيحية ... سمعت الدعاء لهم في صلاة الجمعة ودعا جموع المصريون خلف أئمة الأزهر دعاة وقادة الوسطية دعاء لشهداء وطن وأمة كما دعا جموع المصريون في قداس عيد ميلاد المجيد لشهداء مصر مسيحيين ومسلمين خلف البابا شنودة ، وسابعا التأكيد علي أهمية "تنقية الوطن" وإصلاح الشأن الداخلي من الفساد والإفساد بكافة أشكاله ومن تدخل المال في السياسة والسياسة في المال ... ومن مظاهر التطرف الديني الدخيلة علي مصر وعلي الإسلام في الثلاثيــن عامـا الماضية ، وثامنا التأكيد علي تكاتف وتضامن المصريين مع قيادته ، وتاسعا التأكيد علي أهمية وضرورة النهضة بالتعليم والمناهج التي توحد ولا تفرق وكذا التأكيد علي دور الثقافة والخطاب الثقافي والإعلامي في بناء الوطن الواحد كما حدث في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وفي أدارة ثورة الغضب وتحويلها إلي ثورة شعب حكيم ، وعاشرا التأكيد علي رفض المصريون أي تدخل خارجي سواء كان سياسي أم ديني في الشأن الوطني للأمة الموحدة ، وحادي عشر التأكيد علي أن ما حدث لا يمكن أن يمر دون عقاب أو دون أصلاح أو بتهاون ، وثاني عشر التأكيد علي ضرورة العمل الايجابي لبناء وطن ينشده كل المصريين وليس من يريده بعض المتطرفين ... ثورة الشعب الحكيم هو ثورة شعب لا يموت يصحو حين يسمع نداء العقل ... ويهب حين يشعر بالخطر علي أرضه وعرضه وأبناءه ونسيجه الوطني الوسطي المسالم ... في أرض السلام ... وللحديث بقية .


  610
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 12 يناير  2011
ثورة الشعب الحكيم (2)
تحول المصريون من بركان غضب ، إلي ثورة شعب إلي حكمة أمة ... لقد أذهل المصريون – كعادتهم – العالم في وحدتهم وحكمتهم وقوتهم ... ففي أ ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 5 يناير  2011
ثورة الشعب الحكيم
مصر والعالم في صدمة من حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية ... فقد تعرضت مصر لحدث إرهابي وجريمة كبري نتج عنها مجزرة شنعاء استهدفت مصر ...
 صفحة:  <<السابقة 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©