جريدة الأخبار – الأربعاء 27 يناير
2002 شعبية الانترنت الفرص والتحديات (3)
كانت الانترنت مجانية عند دخولها ولمدة 3 سنوات في اوائل التسعينات بواسطة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ثم تم نشرها من خلال شركات خدمات الانترنت وبمقابل واستثمرت مصر عشر سنوات للوصول الي مرحلة نشر الانترنت بسعر المكالمة الهاتفية.. وبالتالي فإن مشتركي القاهرة يستطيعون الدخول علي الانترنت من خلال التليفون المتاح لديهم ودون اشتراك أخر مسبق ، وتتكلف المكاملة الهاتفية عشرة قروش لكل ست دقائق أو جنيه لكل ساعة ويذكر من لديهم تليفونات عبء تكلفة إدخال تليفون جديد أو فوري وتسعيرة إدخال خدمات جديدة أو فترة الإنتظار لهذه الخدمات . لذا فإن إدخال الانترنت دون إشتراك بهذا الحجم هو في حد ذاته طفرة جريئة سيكتب نجاحها ان شاء الله لهذا العصر.
ومثل كل المبادرات التي يقصد بها الخير للمجتمع والخير للمواطن فان هذه المبادرة لديها العديد من الفرص لنجاحها وتواجه ايضا تحديات معروفة للمتخصصين منذ حوالي عامين . ولو استطعنا كمجتمع استثمار الفرص المتاحة والتغلب علي التحديات ستحقق شعبية الانترنت وتنطلق الصناعة التكنولوجية بل كل الصناعات في مصر ولو ضاعت هذه المبادرة ستنهار صناعة الانترنت بل ستنهار آمال الكثيرين ممن آمنوا بالتنمية التكنولوجية.
لدينا فرص عديدة لتحقيق شعبية الانترنت ومن اهمها: اولا: ايمان القيادة السياسية ومؤزراتهاا العملية لشعبية الانترنت. ثانيا: تكليف ووجود حكومة برئيس وزراء وأول وزير للاتصالات والمعلومات يؤمنان بنشر الأنترنت. ثالثا: توفير بنية أساسية للاتصالات تصل الي 7 ملايين مشترك. رابعا: بنية اعلام وتليفزيون تصل الي اكثر من عشرة ملايين أسرة وقمرين صناعيين يغطيان معظم أنحاء المعمورة. خامسا: سوق كبير واعد لعصر المعلومات نصف سكانه تحت سن العشرين. سادسا: ما يقرب من 18 مليون تلميذ وطالب في المدارس والجامعات. سابعا: أكثر من 17 مليون في قوة العمل في الحكومة والقطاع الخاص وغيرها. ثامنا: صناعة واعدة للانترنت بدأت بالفعل وبها أكثر من ستين.
تاسعا: إستثمارات لأكثر من خمسمائة مليون جنية منها شركتان استثمرتا اكثرمن ربع مليار جنية. عاشرا: آمال لشعب وحكومة وقطاع اعمال ومواطن وتلميذ وطالب يجب تعبئتها في إطار عمل لعصر جديد واعد هو عصر المعلومات.
وعلي سبيل المثال للتذكرة فانه يمكن تلخيص التحديات فيما يلي:
اولا : الوصول بالانترنت للمواطن المصري في منزله ومكتبه ومدرسته وجامعته ومدينته وقريته ويتطلب هذا تغطية لخدمة الانترنت بسعر المكالمة لخارج القاهرة بعد تقييم التجربة- وايضا مساعدة المواطن في ان يتوفر له حاسب آلي بسعر يستطيع ان يدفعه. ثانيا: تحويل الانترنت من ظاهرة للتقدم الي قناة للتقدم وطريق للازدهار للوصول الي تحقيق عوائد مالية للفرد تضيف له ولعائلته وتضيف اقتصاديا واجتماعيا للمجتمع. ويشمل ذلك تدريب وتعليم وتوعية ومحو أمية وكذا بناء وتوطين صناعة الانترنت ورعاية تقدمها . ثالثا:تأمين المواطن المصري وتامين المجتمع من المخاطر السلبية للانترنت وهي متعددة ويعلمها المتخصصون. وكما ذكرنا من قبل كان هناك اجماع علي ضرورة ان تكون هناك شبكة موحدة مؤمنة وداعمة للانترنت كل يسهل تأمينها الا انه في اطار تعددية الشبكات فان المسئولية تضاعفة علي وزير الاتصالات لتامين الوطن والمواطن من تهديدات عصر جديد..وهذه ليست بالموضوعات البسيطة او السهلة ولا يملك احد تبسيط لها في عالم يتطلب الاحتياط والتأمين للمواطن وللشركات وللمؤسسات الوطنية وللمجتمع. رابعا: اقتصاديات الصناعة ويعلم الدكتور احمد نظيف ان صناعة الانترنت والمتمثلة في شركات الانترنت في مصر في مفترق طرق ، فعلي وجه المثال تواجه عديد من الشركات الصغيرة تحديات متعددة بل تواجه البعض منها الافلاس وذلك نتيجة التغيير في سياسات الانترنت في العامين الماضيين. أما باقي الصناعة فسيتوقف ازدهارها من عدمه الي حسم العديد من الموضوعات التي تم الوعد بها وبسرعة.
مجتمع المعلومات هو ملك كل ابناء مصر وكل مؤسساته الوطنية وقد بدأ والحمد لله الدخول فيه فعلينا الحفاظ علي ماتحقق واستثماره لغد افضل .