جريدة الأخبار – الأربعاء 14 سبتمبر
2011 إنقاذ الوطن ... بين الدولة والغوغائية
مصر الثورة هي مصر الدولة ... ومصر التقدم هي مصر المؤسسات ... ومصر المستقبل هي حكومة قوية وعادلة ، وهي قطاع خاص آمن ومنافس ، وهي إنسان حر ويعمل ... مصر الثورة هي حرية واحترام للآخر ... هي سلام وانتماء ... ما حدث خلال الأسبوع الماضي من حرائق وتدمير علي ممتلكات خاصة وعامة منها الشرطة المصرية ووزارة الداخلية لا ينتمي إلي الثورة بل هو فوضي وغوغائية وإرهاب ... مصر دولة ذات حضارة ... ما يحدث علي الساحة الآن من فوضي وترويع وتدمير وإرهاب يعيد مصر إلي عصور الجاهلية والظلام ... عاش المصريون الأسبوع الماضي مشاهد عديدة منها أولا : دعوة للحشد والتظاهر لمليونية الجمعة الماضية "لتصحيح المسار" بدون أهداف واضحة... تحولت "ببعض العناصر" إلي فوضي وعنف وتدمير . ثانيا : احتكاك بين جماهير مباراة كرة قدم والشرطة أدي إلي خروج علي القانون وحرائـق لسيارات خاصة بل وما يشبه معارك بين الشرطة وما يسمي "بالالتراس" . ثالثا : مهاجمة بعض العناصر لمبني لوزارة الداخلية . رابعا : مهاجمة لمقر السفارة الإسرائيلية واقتحامه . خامسا : حكومة مهمتها الأولي إعادة الأمن والآمان للمجتمع المصري لا تعلق ولا تهتم ولا تحتوي أية أحداث علي الساحة المصرية . سادسا : إعلام يشعل مزيد من الاحتقان الوطني والفوضى والغوغائية . سابعا : قوي سياسية وانتهازية "تتصارع" وتهدف الكرسي والسيطرة علي الوطن . ثامنا : قوي سياسية نامية وواعدة في عشرات الأحزاب الوليدة تؤمن بالديمقراطية والحرية والعدالة تسعي لإعادة التوازن للساحة السياسية من السيطرة الأحادية التي عاشتها مصر في ستين عاما مضت وتعيشها مصر الآن منذ ستة أشهر . تاسعا : قوي كامنة للمجتمع المصري الصامت (من منازلهم) تمثل 80% لم تتحرك للمشاركة تألمت وتتألم لما يحدث وتبكي وطن وضحايا . عاشرا : قوي خارجية تمول وتدمر كيان الوحدة الوطنية للشعب المصري ووحدته ... هذه المشاهد العشرة تنذر بالخطر وبضرورة التكاتف لإنقاذ الوطن ... سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ... مصر في خطر... ينادي المصريين اولا : "بلقمة العيش" وبفرصة العمل وبرزق آمن لأبنائهم ، وثانيا : باستقرار وآمان لمصنع وفندق ورجال أعمال واستثمار للمساهمة في مضاعفة الاقتصاد الوطني ، وثالثا : باحترام وتقدير ودعم لجهاز الشرطة من أبناء الوطن لنشر الأمن والآمان اللازم لدوران عجلة الإنتاج وجذب الاستثمار وتأمـين الشارع والمواطنين ضد البلطجة والإرهاب والغوغائية ، ورابعا : بحكومة قوية تبني "الدولة المصرية العصرية" لمستقبل تنادي به ثورة 25 يناير ، وخامسا : بمواجهة قوي التدمير والفوضى بل وحماية الوطن منهم ومن يمولهم ويحركهم من الداخل والخارج ، وسادسا: بالوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية لسلام الدولة ودولة السلام ، وسابعا : باحترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومنها "اتفاقية السلام" مع إسرائيل مع طلب تعديل بعض بنودها والبعثات الدبلوماسية لكافة الدول ومنها "إسرائيل" فهي تعهدات دولية لا يمكن التفريط فيها بين الدول ... وثامنا : مواجهة الغوغائية الإسرائيلية والتي اعتدت علي دورية مصرية بمواجهة بدبلوماسية قوية تعيد حق المصريين في دماء أبنائهم ويتساءل البعض لو كانت مصر قتلت دورية إسرائيلية بطريق الخطأ ماذا كان سيكون رد فعل إسرائيل ؟ وتاسعا : دعوة لرفع الضغوط علي المجتمع والشارع المصري في انتخابات متعجلة ستزيد الوطن اشتعالا وفرقة وانقسام وتطاحن ... وهي تعيد للأذهان الانتخابات ذات الطرف الواحد للحزب الوطني السابق . وعاشرا : دعوة للتكاتف والمساندة مع القوات المسلحة باعتبارها درع الوطن المحايد والمساند للشعب وثورته النقية ... إنقاذ الوطن مسئولية وأمانة وهو قيادة وحكومة وشعب وثورة تحترم الدولة وسيادة القانون وتنبذ الفوضى والغوغائية وتسعـي للتقــدم والتنمية وتمارس الديمقراطية والتكافؤ ، وتطبق العدل وسيادة القانون .