جريدة الأخبار – الأربعاء 12 مايو
2002 التعليم بالانترنت ... جامعة العرب
المتابع للأحداث فى وطننا العربى على شاشات التليفزيون وعلى صفحات الصحف يلهث ويتالم مما يحدث من صراعات ... ومن بعض القرارات والفضائيات العربية للمواجهة العقلانية للخروج مما يحدث ... وهناك الكثيرون الذين يؤمنون – وأنا احدهم – بضرورة توظيف العقل والوسائل السلمية لغرض الحق والسلام والامن والامان فى هذه المنطقة والتى عاشت لفترات طويلة فى صراعات يجب حسمها ويتحتم طى صفحات ماضى مؤلم لكل أطرافها ... وحشد الطاقات المستنفدة – دون جدوى – إلى طاقات للتنمية والبناء والخير والسلام .
ترى ما أهم ركيزة للسلام والأمان والتنمية والتقدم ؟ أعتقد وأنا هنا لا ادعو الى أحلام مستقبلية – ولكن الى حتمية وتحد لحاضرنا وواقعنا إنها ( المعرفة والتعليم والثقافة والتربية ) – ولكن السؤال الذى يطرح نفسه – والذى تعرضنا له الأسبوع الماضى كيف يمكننا تحقيق نقلة نوعيه للتعليم والتدريب فى عالمنا العربى والذى يسكنه ثلاثمائة مليون عربى ؟
لدينا الآن فى جامعتنا العربية أقل من ثلاثة ملايين فى مراحل التعليم العالى باكملة أى أقل من 1 بالمائة من إجمالى عدد السكان ... ومستوى التعليم العالى فى أى دولة ليس هو بالأفضل حالا من غيرها ... ما يصرف على الطالب فى الجامعات فى بعض الدول العربية يتراوح من عشرة الى واحد بالمائة ما يصرف على التعليم فى الجامعات المرموقة فى الدول الغربية ؛ نفس الفجوة فى التعليم والبحث موجودة بين الدول العربية واسرائيل ... هذه معلومات معروفة وليست جديدة . وعلينا التعامل معها بالفكر وليس بأساليب العجز والاستسلام . والصراعات والمواجهات العسكرية والعنف ستنتهى سواء طالت أو قصرت فترتها بصوت وفكر ورشد العقلاء ؛ وستتحول الصراعات الى منافسات إقتصادية بين الدول وبين الشركات وبين الأفراد ؛ وستتعاظم قيمة العقل والرشد وثروة المعرفة والعائد من نتائج الفكر وما يمكن أن ينتج عنه من تراكم للثروة وقوة بالمعرفة ؛ وعلينا أن نعد المجتمع الى مجتمع قوى منافس ... يقدر ويحترم ... ويوظف العقل للتنمية والرخاء والتفوق وتأمين المجتمع وتجنب العنف بكل صوره .
فهل يمكن أن تتبنى كل دولة عربية بناء جامعة أو كلية على الانترنت ؟
إجمالى الناتج المحلى للدول العربية يزيد على ستمائة بليون دولار سنويا... والصرف على السلاح يتراوح من 15- 30 بليون دولار سنويا ؛ اذا ارضنا مضاعفة عدد طلاب الجامعات العربية سنحتاج الى اضعاف الجامعات العربية وأضعاف الأساتذة ... اذا استخدمنا الأنترنت والتليفزيون نستطيع الوصول الى قاعدة أكبر من طلاب العالم وبتكلفة أقل ... ما يصرف على طائرة حربية واحدة بدولة عربية يمكن به بناء أفضل جامعة فى العالم على الانترنت ... يمكنها مضاعفة أعداد طلاب الجامعات والدراسات العليا مجتمعين عدة مرات .
وبالطبع هذا يجب أن يسير على التوازى بكل مجالات التطوير للمنهج والاستاذ وإعداد القيادات والجامعات التقليدية ... الخ لدينا صروح وعقول عربية متميزة فى كل دولة عربية .. فى سوريا ولبنان ... وفى الكويت والامارات وقطر والسعودية والبحرين ...فى مصر والسودان ... فى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ... وغيرها من الأقطار العربية كل عقل رائد هو جيش للتقدم والتنمية والسلام .
لدينا أيضا تجارب ناجحة لأول شهادة ماجستير على الانترنت ... لدينا أيضا وزارات ووزراء رائدون فى هذا ... ونفخر نحن أن د . مفيد شهاب كان أول من شجع مبادرة لإستخدام الانترنت للتعليم العالى عام 1999 فى المؤتمر السنوى للانترنت ... وأن د . عاطف عبيد والسيد عبد اللطيف الحمد اول من قادوا وتبنوا مشروعا تجريبيا لجامعة العرب على الانترنت والذى أنتج أول ماجستير يدرس حاليا لطلبة فى عدة دول من العالم ... نريد من كل دولة – بطريقتها – أن تأخذ مبادرة لبناء كلية – أو تخصصا واحدا لكلية على الانترنت – وأنا اعلم أن المركز الاقليمى لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج يمكنه توفير التقنية التى تم إعدادها فى عدة سنوات دون مقابل لكل دولة عربية تنطلق لبناء منارة فى جامعة العرب ... وللحديث بقية