جريدة الأخبار – الأربعاء 3 أغسطس
2011 إنقاذ الوطن ... والأمن القومي (11)
مصر في خطر ... والأمن القومي لمصر في خطر ... ليس كل ما يحدث الآن ثورة ... وليس كل من هم في الشارع ثوار ... الثائر يبني ولا يهدم ... الثائر يوحد ولا يفرق ... الثائر يطفئ ولا يحرق ... الثائر يحمي ولا يدمر ... الثائر يغير للأفضل وليس للأسوأ ... أحداث هذا الأسبوع بدأت بمسيرة حاشدة توحي بأنها لاستعراض القوة والقدرة علي الحشد بل ولإرسال رسائل واضحة للمصريين والجيــش ... من هم وراء هذا الحشد قد يدفعون بالوطن إلي أولا : الانقسام ، وثانيا : الصراع ، وثالثا : الحرب الأهلية ، ورابعا : تقسيم الوطن ... لو كان لدينا مؤشر للثورة المصرية " مثل البورصة " فإننا كنا سنرصد هبوط ساحق له خلال الأسبوع الماضي حيث خفت بل تلاشي صوت الشعب والثوار وبرز بدلا منه من هم وراء الفوضى والانقسام ومخطط الاستيلاء علي السلطة والاستيلاء علي الوطن ... الأمن القومي لمصر في خطر حين يري المصريون سيناء وقد دبت فيها عناصر تقتل فيها المصريين من رجال الشرطة الوطنية المصرية هم أبناء وأخوة لنا وتهاجم فيها منشآت وطنية سواء كانت أقسام شرطة أو شبكات للغاز أم منشآت إنتاجية ... الأمن القومي في خطر حين نري عناصر تحشد وتهرب السلاح والخارجين علي القانون والإرهابيون في سيناء وعلي الحدود السودانية والليبية ... جزء هو نتيجة ما يحدث في دول الجوار والجزء الآخر هو اختراق مباشر للوطن وللدولة المصرية تصورا بأنها تعاني الشلل والانهيار وعدم القدرة علي القيادة والدفاع عن الأرض والعرض ... الأمن القومي لمصر في خطر حين نسمع دعوات لنظريات "قديمة" تقسيم مصر لخمسة دويلات أو أن تصبح سيناء حلا أو جزء من حل المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية ... الأمن القومي في خطر حين يشاهد بالعين المجردة في المطارات المصرية والميادين والشوارع المصرية ميليشيات أجنبية وأعضاء استخبارية لا تخفي نفسها أو أحاديثها ... الأمن القومي في خطر حين تستبيح بعض الدول والمؤسسات الأجنبية أرض مصر وتسمح باسم بناء الديمقراطية بتمويل مئات من الفصائل الوليدة دون احترام للدولة والعلاقات الدولية وللقانون الوطني الضروري لاحترام النظام العام والشعب ... تهدف بعض منها لتحويل الوطن إلي "ميليشيات تتقاتل" بدلا من "أحزاب تتنافس" ... الأمن القومي في خطر حين نصمت علي التطرف والإرهاب تحت مسمي الثورة والثوار ... لا يمكن أن تقبل الثورة أو الشعب المصري الإرهاب كأحد مبادئها أو فلسفتها ... الأمن القومي في خطر حين نتصور أن الثورة قد تحققت وأن المصريون آمنون دون أمن ودون عمل ودون أنتاج ودون تعليم ودون ثقافة ودون خدمات ودون مواصلات ودون عدل ودون إعلام ... البناء أهم من الهدم ، والتقدم ضرورة علي الفوضى ... الأمن القومي في خطر حين نري تظاهرات دينية تروع وترهب وتخيف المصريين والثوار والمسيحيين والمعتدلين والليبراليين والتقدميين ... بل تجاوزت تظاهرات الجمعة إلي محاولة إرهاب وتخويف جيش مصر العظيم ... الأمن القومي في خطر حين نري حكومات لا توفر المعلومات للوطن ولا المناخ الآمن لتقدم الوطن ولا فرصة عمل جديدة لشباب الوطن ... الأمن القومي في خطر حين ينهار الاقتصاد ويضيع أكثر من مائتي مليار جنية ويتلاشي الاستثمار وتزداد البطالة بأكثر من 2 مليون مصري في ستة أشهر وينخفض عدد السائحين الأجانب إلي ما يقرب من 15% والصادرات إلي اقل من 40% ويزداد حجم الدين المحلي إلي رقم غير مسبوق وينخفض رصيد العملات الحرة بما يقرب من عشرة مليارات دولار ... الأمن القومي في خطر حين نري حكومات تساهم في زيادة معدل الانهيار بدلا من البناء والتقدم ونري حكومات تساهم في إشعال الحرائق بدلا من إطفائها ... ونري حكومات تساهم في انقسام المصريين بدلا من لم شمل الوطن ... الأمن القومي لمصر في خطر حيث يكون هناك مخطط للاستيلاء علي السلطة من فريق في المجتمع ويسانده البعض علي الساحة ...الأمن القومي في خطر حين تسير البلطجة والإرهاب وبعض التيارات توجه المجتمع وسياسته "نحو النموذج اللبناني أو العراقي أو الإيراني للحكم" .